كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)
صفحة رقم 422
الأعراف : ( 167 ) وإذ تأذن ربك . . . . .
) وإذ تأذن ربك ( ، يعني قال ربك : ( ليبعثن عليهم ( ، يعني بنى اسرائيل من
يسومهم سوء العذاب ، فبعث الله المسلمين عليهم ، ) إلى يوم القيامة ( ما دامت الدنيا ،
)( من يسومهم سوء العذاب ( ، يعني يعذبهم شدة العذاب ، يعني القتل ، والجزية ، ) إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) [ آية : 167 ] .
الأعراف : ( 168 ) وقطعناهم في الأرض . . . . .
) وقطعناهم ( ، يعني وفرقناهم ) في الأرض أمما ( ، يعني فرقا ، يعني بنى
إسرائيل ، ) منهم الصالحون ( ، يعني المؤمنين ، ) ومنهم دون ذلك ( ، يعني دون
الصالحين ، فهم الكفار ، ) وبلوناهم بالحسنات والسيئات ( ، يقول : ابتليناهم بالخصب
والشدة ، ) لعلهم ( ، يعني لكي ) يرجعون ) [ آية : 168 ] إلى التوبة .
الأعراف : ( 169 ) فخلف من بعدهم . . . . .
) فخلف من بعدهم ( ، يعني من بعد بني إسرائيل ، ) خلف ( السوء وهم اليهود ،
)( ورثوا الكتاب ( ، يعني ورثوا التوراة عن أوائلهم وآبائهم ، ) يأخذون عرض هذا الأدنى ( ، وهي الدنيا ؛ لأنها أدنى من الآخرة ، يعني الرشوة في الحكم ، ) ويقولون سيغفر لنا ( ، فكانوا يرشون بالنهار ، ويقولون : يغفر لنا بالليل ، ) وإن يأتهم عرض مثله ( ، يعني
رشوة مثله ليلاً ، ) يأخذوه ( ويقولون : يغفر لنا بالنهار ، يقول الله : ( ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ( ، يعني بغير ما يقولون ، لقد أخذ عليهم في التوراة أن لا يستحلوا
محرما ، و ) أن لا يقولوا على الله إلا الحق ( في التوراة ، ) ودرسوا ( ، يعني وقرأوا
) ما فيه ( ، ما في التوراة ، ) والدار الآخرة ( ، يعني الجنة ، ) خير للذين يتقون ( ،
استحلال المحارم ، ) أفلا تعقلون ) [ آية : 169 ] .
الأعراف : ( 170 ) والذين يمسكون بالكتاب . . . . .
ثم ذكر مؤمنيهم ، فقال : ( والذين يمسكون بالكتاب ( ، يعني يتمسكون بالتوراة ولا