كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 429
تفسير سورة الأعراف آية [ 190 - 197 ]
الأعراف : ( 190 ) فلما آتاهما صالحا . . . . .
فجاءها إبليس ، وهي لا تعرفه ، فقال : لم لا تسميه بي كما وعدتني ، قالت : عبد
الحرث فكذبها ، فسمته عبد الحارث ، فرضى به آدم ، فمات الولد ، فذلك قوله : ( فلما آتاهما صالحا ( ، يعني أعطاهما الولد صالح الخلق ، ) جعلا له شركاء ( ، يعني إبليس
شريكا في الاسم ، سمته عبد الحارث ، فكان الشرك في الطاعة من غير عبادة ، ولم يكن
شركا في عبادة ربهم ، ثم انقطع الكلام ، فذكر كفار ، فرجع إلى أول الآية ، فقال الله :
( فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) [ آية : 190 ] ، يقول : ارتفع عظمة الله عما
يشرك مشركو مكة .
الأعراف : ( 191 ) أيشركون ما لا . . . . .
ثم قال : ( أيشركون ( الآلهة مع الله ، يعني : اللات ، والعزى ، ومناة ، والآلهة ، ) ما لا يخلق شيئا ( ذبابا ولا غيره ، ) وهم يخلقون ) [ آية : 191 ] ، يعني الآلهة ، يعني يصنعونها
بأيديهم وينحتونها ، فهي لا تخلق شيئا .
الأعراف : ( 192 ) ولا يستطيعون لهم . . . . .
ثم قال : ( ولا يستطيعون لهم نصرا ( ، يقول : لا تقدر الآلهة منع السوء إذا نزل بمن
يعبدها من كفار مكة ، ) ولا أنفسهم ينصرون ) [ آية : 192 ] ، يقول : ولا تمنع الآلهة
من أراد بها سوءا ، فكيف تعبدون من هذه منزلته وتتركون عبادة ربكم ؟ .
الأعراف : ( 193 ) وإن تدعوهم إلى . . . . .
ثم قال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( وإن تدعوهم ( ، يعني كفار مكة ، ) إلى الهدى لا يتبعوكم ( ،
يعني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحده ، ) سواء عليكم أدعوتموهم ( إلى الهدى ، ) أم أنتم صامتون (
[ آية : 193 ] ، يعني ساكتون ، يعني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ لأنهم لا يتبعوكم .
الأعراف : ( 194 ) إن الذين تدعون . . . . .
ثم أخبر عن الآلهة ، فقال : قل لكفار مكة : ( إن الذين تدعون ( ، يعني تعبدون

الصفحة 429