كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 50
) وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان ( ، يعني يوم النصر ، ) يوم التقى الجمعان (
[ الأنفال : 41 ] ، فنصر الله عز وجل المؤمنين وهزم المشركين ، ) لعلكم تهتدون ) [ آية :
53 ] من الضلالة بالتوراة ، يعني بالنور .
تفسير سورة البقرة من آية [ 54 - 57 ]
البقرة : ( 54 ) وإذ قال موسى . . . . .
) وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ) [ آية :
54 ] ،
البقرة : ( 55 ) وإذ قلتم يا . . . . .
) وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ) [ آية : 55 ] ،
البقرة : ( 56 ) ثم بعثناكم من . . . . .
) ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ) [ آية : 56 ] .
البقرة : ( 57 ) وظللنا عليكم الغمام . . . . .
) وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم ( ، وذلك أن موسى ، عليه السلام ، قالت له
بنو إسرائيل وهم في التيه : كيف لنا بالأبنية ، وقد نزلنا في القفر ، وخرجنا من العمران
من حر الشمس ، فظلل الله عز وجل عليهم الغمام الأبيض يقيهم حر الشمس ، ثم إنهم
سألوا موسى ، عليه السلام ، الطعام ، فأنزل الله عليهم طعام الجنة ، وهو ) المن والسلوى ( ، أما المن ، فهو الترنجبين ، فكان ينزل بالليل على شجرهم أبيض كالثلج ، حلو
مثل العسل ، فيغدون عليه كل إنسان صاع لكل ليلة ، فيغدون عليه فيأخذون ما يكفيهم
ليومهم ، ذلك لكل رجل صاع ، ولا يرفعون منه في غد ، ويأخذون يوم الجمعة ليومين ؛
لأن السبت كان عندهم لا يشخصون فيه ولا يعملون ، كان هذا لهم في التيه ، وتنبت
ثيابهم مع أولادهم ، فأما الرجال ، فكانت ثيابهم عليهم لا تبلى ولا تنخرق ولا تدنس .
وأما السلوى ، فهو الطير ، وذلك أن بني إسرائيل سألوا موسى اللحم وهم في التيه ،
فسأل موسى ربه عز وجل ، فقال الله : لأطعمنهم أقل الطير لحما ، فبعث الله سبحانه
السماء ، فأمطرت لهم السلوى وهي السمانا ، وجمعتهم ريح الجنوب ، وهي طير حمر
تكون في طريق مصر ، فأمطرت قدر ميل في عرض الأرض ، وقدر رمح في السماء

الصفحة 50