كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 52
في سورة الأعراف : ( قال قد وقع عليكم من ربكم رجس ) [ الأعراف : 71 ] ، يعني عذابا ، ويقال : الطاعون ، ويقال : الظلمة شبه النار ، ) بما كانوا يفسقون ) [ آية : 59 ] ،
وأهلك منهم سبعون ألفا في يوم واحد عقوبة لقولهم : هطا سقماثا ، فهذا القول
ظلمهم .
تفسير سورة البقرة من آية [ 60 - 61 ]
البقرة : ( 60 - 61 ) وإذ استسقى موسى . . . . .
) وإذ استسقى موسى لقومه ( ، وهم في التيه ، قالوا : من أين لنا شراب نشرب ؟
فدعا موسى ، عليه السلام ، ربه أن يسقيهم ، فأوحى الله عز وجل إلى موسى ، عليه
السلام : ( فقلنا اضرب بعصاك الحجر ( ، وكان الحجر خفيفا مربعا ، فضربه ،
)( فانفجرت منه ( من الحجر ) اثنتا عشرة عينا ( ، فرووا بإذن الله عز وجل ، وكانوا اثنى عشر سبطا ، لكل سبط من بني إسرائيل عين تجري على حدة ، لا يخالطهم غيرهم ،
فذلك قوله سبحانه : ( قد علم كل أناس مشربهم ( ، يعني كل سبط مشربهم ، يقول
الله عز وجل : ( كلوا ( من المن والسلوى ، ) واشربوا ( من العيون ، وهو ) من رزق الله ( حلالا طيبا ، فذلك قوله سبحانه : ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ( ، ) ولا تعثوا في الأرض ( ، يقول : لا تعلوا ولا تسعوا في الأرض ) مفسدين ) [ آية : 60 ] ،
يقول : لا تعملوا في الأرض بالمعاصي ، فرفعوا من المن والسلوى لغد ، فذلك قوله
سبحانه : ( ولا تطغوا فيه ) [ طه : 81 ] ، يقول : لا ترفعوا منه لغد ، وكان موسى ( صلى الله عليه وسلم )
إذا ظعن حمل الحجر معه ، وتنصب العيون منه .
ثم إنهم قالوا : يا موسى ، فأين اللباس ؟ فجعلت الثياب تطول مع أولادهم ، وتبقى
على كبارهم ، ولا تمزق ولا تبلى ولا تدنس ، وكان لهم عمود من نور يضئ لهم بالليل
إذا ارتحلوا وغاب القمر ، فلما طال عليهم المن والسلوى ، سألوا موسى نبات الأرض ،

الصفحة 52