كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 53
فذلك قوله عز وجل : ( وإذ قلتم يا موسى ( في التيه ) لن نصبر على طعام واحد ( ، يعني المن والسلوى ، ) فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها ( ، يعني الثوم ، ) وعدسها وبصلها ( ، فغضب موسى ، عليه السلام ، ) قال أتستبدلون الذي هو أدنى ( ، يقول : الذي هو دون المن والسلوى من نبات الأرض
) بالذي هو خير ( ، يعني المن والسلوى ، فقال موسى : ( اهبطوا مصرا ( من
الأمصار ، ) فإن لكم ما سألتم ( من نبات الأرض ، ) وضربت عليهم الذلة ( ، يعني
على اليهود الذلة ، وهي الجزية ، ) والمسكنة ( ، يعني الفقر ، ) وباءو بغضب من
الله ( ، يعني استوجبوا غضب الله عز وجل ، ) ذلك ( الذل والمسكنة الذي نزل بهم
) بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ( ، يعني القرآن ، ) ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) [ آية : 61 ] في أديانهم .
) تفسير سورة البقرة آية [ 62 ]
البقرة : ( 62 ) إن الذين آمنوا . . . . .
) إن الذين آمنوا والذين هادوا ( ، يعني اليهود ، ) والنصارى والصائبين ( ، وهم
قوم يصلون للقبلة ، يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة ، وذلك أن سلمان الفارسي كان من
جند سابور ، فأتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأسلم ، وذكر سلمان أمر الراهب وأصحابه ، وأنهم
مجتهدون في دينهم يصلون ويصومون ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' هم في النار ' ، فأنزل الله عز
وجل فيمن صدق منهم بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) : وبما جاء به : ( إن الذين آمنوا ( ، يعني صدقوا ،
يعني أقروا وليسوا بمنافقين ، ) والذين هادوا والنصارى والصابئين ( ) من آمن بالله
واليوم الآخر وعمل صالحا ( ، يقول : من صدق منهم بالله عز وجل ، بأنه واحد لا

الصفحة 53