كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 69
يضرهم ( ، فيتعلمون السحر من الشياطين ، والفرقة من هاروت وماروت ، ) ولا
ينفعهم ) ) ثم قال ( ( ولقد علموا لمن اشتراه ( ، يقول : لقد علمت اليهود في التوراة لمن
اختار السحر ) ما له في الآخرة من خلاق ( ، يقول : ما له في الآخرة من نصيب ،
نظيرها في براءة قوله سبحانه : ( فاستمتعتم بخلاقكم ) [ التوبة : 69 ] ، وكقوله :
( أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ) [ آل عمران : 77 ] ، يعني نصيب ، ) ولبئس
ما شروا ( ، يقول : باعوا ) به أنفسهم ) ) من السحر ( ( لو ( ، يعني إن ) كانوا
يعلمون ) [ آية : 102 ] ، ولكنهم لا يعلمون .
كان أبو صالح يروي عن الحسن في قوله تعالى : ( وما أنزل على الملكين
ببابل ( ، قال : وكان هاروت وماروت مطيعين لله عز وجل ، هبطا بالسحر ابتلاء من
الله لخلقه ، وعهد إليهما عهدا أن لا يعلما أحدا سحرا حتى يقولا له مقدمة : ( إنما
نحن فتنة ( ، يعني محنة وبلوى ، ) فلا تكفر ( ، فإذا أبى عليهما إلا تعليم السحر ، قالا
له : اذهب إلى موضع كذا وكذا ، فإنك إذا أتيته وفعلت كذا وكذا ، كنت ساحرا .
تفسير سورة البقرة من آية [ 103 - 104 ]
البقرة : ( 103 ) ولو أنهم آمنوا . . . . .
ثم قال لليهود : ( ولو أنهم ءامنوا ( ، يعني صدقوا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ) واتقوا ) ) الشرك ( ( لمثوبة من عند الله ( ، يقول : لكان ثوابهم عند الله ) خير ( من السحر
والكفر ) لو ( ، يعني إن ) كانوا يعلمون ) [ آية : 103 ] ، نظيرها في المائدة : ( قل
هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ) [ المائدة : 60 ] ، يعني ثوابا .
البقرة : ( 104 ) يا أيها الذين . . . . .
) الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا ( ، وذلك أن المؤمنين قالوا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : راعنا
سمك ، كقولهم في الجاهلية بعضهم لبعض ، وراعنا في كلام اليهود الشتم ، فلما سمعت
ذلك اليهود من المشركين أعجبهم ، فقالوا مثل ذلك للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال رجل من الأنصار ،
وهو سعد بن عبادة الأنصاري لليهود : لئن قالها رجل منكم للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأضربن عنقه ،
فوعظ الله عز وجل المؤمنين ، فقال : ( يا أيها الذين ءامنوا لا تقولوا ( للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
( راعنا ( ) و ) ) لكن ( ( وقولوا انظرنا ( ، قولوا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) اسمع منا ، ثم قال :

الصفحة 69