كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 86
) كما يعرفون أبناءهم ( ) وإن فريقا منهم ( ، يعني طائفة من هؤلاء الرءوس ) ليكتمون الحق ( ، يعني أمر القبلة ) وهم يعلمون ) [ آية : 146 ] أن البيت هو القبلة .
البقرة : ( 147 ) الحق من ربك . . . . .
ثم قال سبحانه : ( الحق من ربك ( يا محمد إن القبلة التي وليناكها هي القبلة ،
)( فلا ( ، يعني لئلا ) تكونن ( يا محمد ) من الممترين ) [ آية : 147 ] ، يعني من
الشاكين أن البيت الحرام هو القبلة ،
البقرة : ( 148 ) ولكل وجهة هو . . . . .
) ولكل وجهة هو موليها ( ، يقول : لكل أهل ملة
قبلة هم مستقبلوها ، يريدون بها الله عز وجل ، ) فاستبقوا الخيرات ( ، يقول : سارعوا
في الصالحات من الأعمال ، ) أين ما تكونوا ( من الأرض أنتم وأهل الكتاب ، ) يأت بكم الله جميعا ( يوم القيامة ، ) إن الله على كل شيء قدير ) [ آية : 148 ] من البعث
وغيره قدير .
البقرة : ( 149 ) ومن حيث خرجت . . . . .
) ومن حيث خرجت ( ، يقول : ومن أين توجهت من الأرض ، ) فول وجهك شطر
المسجد الحرام ) ، يقول : فحول وجهك في الصلاة تلقاء المسجد الحرام ، ) وإنه للحق
من ربك وما الله بغافل عما تعملون ) [ آية : 149 ] ،
البقرة : ( 150 ) ومن حيث خرجت . . . . .
) ومن حيث خرجت فول وجهك شطر
المسجد الحرام ( ، يعني الحرم كله ، فإنه مسجد كله ، ) وحيث ما كنتم ( من الأرض ،
)( فولوا وجوهكم شطره ( ، يعني فحولوا وجوهكم تلقاءه ، ثم قال : ( لئلا يكون للناس
عليكم حجة ( ، يعني اليهود في أن الكعبة هي القبلة ، ولا حجة لهم عليكم في انصرافكم
إليها ، ثم استثنى ، فقال : ( إلا الذين ظلموا منهم ( ، يعني من الناس ، يعني مشركي
العرب ، وذلك أن مشركي مكة قالوا : إن الكعبة هي القبلة ، فما بال محمد تركها
وكانت لهم في ذلك حجة ، يقول الله عز وجل : ( فلا تخشوهم ( أن يكون لهم عليكم
حجة في شيء غيرها ، ) واخشوني ( في ترك أمري في أمر القبلة ، ثم قال عز وجل :
( ولأتم نعمتي عليكم ( في انصرافكم إلى الكعبة وهي القبلة ، ) ولعلكم ( ولكي
) تهتدون ) [ آية : 150 ] من الضلالة ، فإن الصلاة قبل بيت المقدس بعد ما نسخت
الصلاة إليه ضلالة .
قال :
حدثنا عبيد الله بن ثابت ، قال :
حدثنا أبي ، قال الهذيل ، عن ليث بن سعد ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الجهم مرثد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : إنكم
ستفتحون قسطنطينية والرومية وحمقلة . قال :
حدثنا عبيد الله ، قال :
حدثنا أبي ، قال :
حدثنا الهذيل ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : إنكم ستفتحون

الصفحة 86