كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 92
حرموه ، ) قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا ( من أمر الدين ، فإن آباءنا أمرونا أن نعبد
ما كانوا يعبدون ، قل يا محمد : ( أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ( من الدين
) ولا يهتدون ) [ آية : 170 ] به أفتتبعونهم ، ثم ضرب لهم مثلا ، فقال سبحانه :
البقرة : ( 170 ) وإذا قيل لهم . . . . .
) ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ( ، يعني الشاة والحمار ، ) بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ( ، يعني مثل الكافر كمثل البهيمة إن أمرت أن تأكل أو تشرب سمعت صوتا ولا
تعقل ما يقال لها ، فكذلك الكافر الذين يسمع الهدى والموعظة إذا دعى إليها ، فلا يعقل
ولا يفهم بمنزلة البهيمة ، يقول : ( صم ( ، فلا يسمعون الهدى ، ) بكم ( ، فلا يتكلمون
بالهدى ، ) عمي ( ، فلا يبصرون الهدى ، ) فهم لا يعقلون ) [ آية : 171 ] الهدى .
تفسير سورة البقرة من آية [ 172 - 173 ]
البقرة : ( 172 ) يا أيها الذين . . . . .
) يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ( من تحليل الحرث والأنعام ، يعني
بالطيب الحلال ، ) واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) [ آية : 172 ] ، ولا تحرموا
ما أحل الله لكم من الحرث والأنعام ،
البقرة : ( 173 ) إنما حرم عليكم . . . . .
ثم بين ما حرم ، فقال : ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ( ، يقول : وما ذبح للأوثان ، ) فمن اضطر ( إلى شيء مما حرم الله ) غير باغ ( استحلاله ، ) ولا عاد ( ، يعني ولا معتديا
لم يضطر إليه ، ) فلا إثم عليه ( في أكله ، ) إن الله غفور ( لما أكل من الحرام في
الاضطرار ، ) رحيم ) [ آية : 173 ] ، إذ رخص لهم في الاضطرار ، مثلها في الأنعام ،
والمضطر يأكل على قدر قوته .
تفسير سورة البقرة من آية [ 174 - 176 ]
البقرة : ( 174 ) إن الذين يكتمون . . . . .
) إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ( ، يعني التوراة أنزلت في رءوس
اليهود ، منهم : كعب بن الأشرف ، وابن صوريا ، كتموا أمر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في التوراة

الصفحة 92