كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 98
عدي بن النجار عند العشاء ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' يا أبا قيس ، ما لك طليحا ؟ ' ، فقال : يا
رسول الله ، ظللت أمس في حديقتي ، فلما أمسيت أتيت أهلي ، وأرادت المرأة أن
تطعمني شيئا سخنا ، فأبطأت علي بالطعام ، فرقدت فأيقظتني وقد حرم علي الطعام ،
فأمسيت وقد أجهدني الصوم .
واعترف رجال من المسلمين عند ذلك بما كانوا يصنعون بعد العشاء ، فقالوا : ما
توبتنا ومخرجنا مما علمنا ، فأنزل الله عز وجل : ( وإذا سألك عبادي عني ( ) فإني قريب ( ، أي فأعلمهم أني قريب منهم في الاستجابة ، ) أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي ( بالطاعة ، ) وليؤمنوا بي ( ، يعني وليصدقوا بي ، فإني قريب سريع
الإجابة أجيبهم ) لعلهم يرشدون ) [ آية : 186 ] ، يعني لكي يهتدون .
تفسير سورة البقرة آية [ 187 ]
البقرة : ( 187 ) أحل لكم ليلة . . . . .
ثم قال : ( أحل لكم ليلة الصيام ( رخصة للمؤمنين بعد صنيع عمر ، رضي الله
عنه ، ) الرفث ( ، يعني الجماع ، ) إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ( ، يقول :
هن سكن لكم ، وأنتم سكن لهن ، ) علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم ( ،
يعني عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في جماع امرأته ، ) فتاب عليكم ( ، يعني
فتجاوز عنكم ، ) وعفا عنكم ( .
قوله سبحانه : ( تختانون أنفسكم ( بالمعصية ، نظيرها : ( فخانتاهما (
[ التحريم : 10 ] ، فخالفتاهما ، يعني بالمعصية ، وكقوله سبحانه : ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم ) [ المائدة : 13 ] ، يعني على معصية ، ) وعفا عنكم ( ، يقول : ترككم فلم
يعاقبكم ، ) فالآن باشروهن ) ، يعني جامعوهن من حيث أحللت لكم الجماع الليل كله ،
)( وابتغوا ) ) من نسائكم ( ( ما كتب الله لكم ( من الولد ، يعني واطلبوا ما قضى لكم
وأنزل في صرمة بن أنس ، ) وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط

الصفحة 98