كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 1)

صفحة رقم 99
الأسود ( ، حتى يتبين لكم وجه الصبح ، يعني بياض النهار من سواد الليل ، ) من الفجر
ثم أتموا الصيام إلى الليل ( ، والخيط الأبيض يعني أول بياض الصبح ، الضوء المعترض قبل
المشرق ، والخيط الأسود أول سواد الليل ، ) ولا تباشروهن ( ، نزلت في علي بن أبي
طالب ، رضي الله عنه ، وعمار بن ياسر ، وأبي عبيدة بن الجراح ، كان أحدهم يعتكف ،
فإذا أراد الغائط من السحر رجع إلى أهله بالليل ، فيباشر ويجامع امرأته ويغتسل ويرجع
إلى المسجد ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تباشروهن ( ) وأنتم عاكفون في المساجد ( ،
يقول : لا تجامعوا النساء ليلا ولا نهارا ما دمتم معتكفين ، ثم قال عز وجل : ( تلك حدود
الله ( المباشرة تلك معصية الله ، ) فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته ( ، يعني أمره
) للناس ( وأمر الاعتكاف ، ) لعلهم ( ، يعني لكي ) يتقون ) [ آية : 187 ]
المعاصي في الاعتكاف .
تفسير سورة البقرة آية [ 188 ]
البقرة : ( 188 ) ولا تأكلوا أموالكم . . . . .
) ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ( ، يعني ظلما ، وذلك أن امرأ القيس بن عابس ،
وعبدان بن أشوع الحضرمي اختصما في أرض ، فكان امرؤ القيس المطلوب ، وعبدان
الطالب ، فلم يكن لعبدان بينة ، وأراد امرؤ القيس أن يحلف ، فقرأ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' ) إن
الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ( ' [ آل عمران : 77 ] ، يعني عرضا يسيرا
من الدنيا ، إلى آخر الآية ، فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف ، ولم يخاصمه في أرضه ،
وحكمه فيها ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ( ) وتدلوا
بها إلى الحكام ( ، يقول : لا يدلين أحدكم بخصومة في استحلال مال أخيه ، وهو
يعلم أنه مبطل ، فذلك قوله سبحانه : ( لتأكلوا فريقا ( ، يعني طائفة ، ) من أموال
الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) [ آية : 188 ] أنكم تدعون الباطل ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ' إنما
أنا بشر مثلكم ، فلعلى بعضكم أعلم بحجته ، فأقضى له وهو مبطل ' . ثم قال عليه
السلام : ' أيما رجل قضيت له بمال امرئ مسلم ، فإنما هي قطعة من نار جهنم أقطعها ،
فلا تأكلوها ' .
تفسير سورة البقرة آية [ 189 ]

الصفحة 99