كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلانَ. أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا مِجْلَزٍ حَدَّثَ أَنَّ خَدِيجَةَ قَالَتْ لأُخْتِهَا: انْطَلِقِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَاذْكُرِينِي لَهُ. أَوْ كَمَا قَالَتْ. وَإِنَّ أُخْتَهَا جَاءَتْ فَأَجَابَهَا بما شاء الله. وأنهم تواطؤوا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّ أَبَا خَدِيجَةَ سُقِيَ مِنَ الْخَمْرِ حَتَّى أَخَذَتْ فِيهِ.
ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدًا فَزَوَّجَهُ. قَالَ: وَسُنَّتْ عَلَى الشَّيْخِ حُلَّةٌ. فَلَمَّا صَحَا قَالَ: مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ؟ قَالُوا: كَسَاكَهَا خَتَنُكَ مُحَمَّدٌ. فَغَضِبَ وَأَخَذَ السِّلاحَ وَأَخَذَ بَنُو هَاشِمٍ السِّلاحَ وَقَالُوا: مَا كَانَتْ لَنَا فِيكُمْ رَغْبَةٌ. ثُمَّ أَنَّهُمُ اصْطَلَحُوا بَعْدَ ذَلِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ أَنَّ خَدِيجَةَ سَقَتْ أَبَاهَا الْخَمْرَ حَتَّى ثَمِلَ. وَنَحَرَتْ بَقَرَةً. وَخَلَّقَتْهُ بِخَلُوقٍ. وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً حِبَرَةً. فَلَمَّا صَحَا قَالَ: مَا هَذَا الْعَقِيرُ؟ وَمَا هَذَا الْعَبِيرُ؟ وَمَا هَذَا الْحَبِيرُ؟ قَالَتْ: زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدًا. قَالَ: مَا فَعَلْتُ! أَنَا أَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ خَطَبَكِ أَكَابِرُ قُرَيْشٍ فَلِمَ أَفْعَلُ؟
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَهَذَا كُلُّهُ عِنْدَنَا غَلَطٌ وَوَهْلٌ. وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا الْمَحْفُوظُ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَاهَا خُوَيْلِدَ بْنَ أَسَدٍ مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ. وَأَنَّ عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ذِكْرُ أَوْلادِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَسْمِيَتِهِمْ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ وُلِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ الْقَاسِمُ. وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى. ثُمَّ وُلِدَ لَهُ زَيْنَبُ. ثُمَّ رُقَيَّةُ. ثُمَّ فَاطِمَةُ. ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ. ثُمَّ وُلِدَ لَهُ فِي الإِسْلامِ عَبْدُ اللَّهِ فَسُمِّيَ الطَّيِّبَ. وَالطَّاهِرَ. وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الأَصَمِّ بْنِ هَرِمِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ الْقَاسِمُ. ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بِمَكَّةَ. فَقَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ: قَدِ انْقَطَعَ وَلَدُهُ فَهُوَ أَبْتَرُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» الكوثر: 3.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن سلمة الهذلي بن سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قال: مات القاسم وهو ابن سنتين.

الصفحة 106