كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 1)
وَفْدُ حَنِيفَةَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ يزيد بن رومان. قال محمد بن سعد: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مَنْ سَمَّى مِنْ رِجَالِهِ قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا. فِيهِمْ رَحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ وَسَلْمَى بْنُ حَنْظَلَةَ السُّحَيْمِيُّ. وَطَلْقُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ قَيْسٍ. وَحُمْرَانُ بْنُ جَابِرٍ مِنْ بَنِي شَمِرٍ. وَعَلِيُّ بْنُ سِنَانٍ. وَالأَقْعَسُ بْنُ مَسْلَمَةَ. وَزَيْدُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو.
وَمُسَيْلَمَةُ بْنُ حَبِيبٍ. وَعَلَى الْوَفْدِ سَلْمَى بْنُ حَنْظَلَةَ. فَأُنْزِلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ.
وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِمْ ضِيَافَةٌ. فَكَانُوا يُؤْتَوْنَ بِغَدَاءٍ وَعَشَاءٍ مَرَّةً خُبْزًا وَلَحْمًا وَمَرَّةً خُبْزًا وَلَبَنًا وَمَرَّةً خُبْزًا وَسَمْنًا وَمَرَّةً تَمْرًا نُثِرَ لَهُمْ. فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَشَهِدُوا شَهَادَةَ الْحَقِّ. وَخَلَّفُوا مُسَيْلِمَةَ فِي رِحْلِهِمْ. وَأَقَامُوا أَيَّامًا يَخْتَلِفُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ رَحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ يَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلادِهِمْ أَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجَوَائِزِهِمْ خَمْسُ أواق لكل رَجُلٍ.
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا خَلَّفْنَا صَاحِبًا لَنَا فِي رِحَالِنَا يُبْصِرُهَا لَنَا. وَفِي رِكَابِنَا يَحْفَظُهَا عَلَيْنَا. فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[بِمِثْلِ مَا أَمَرَ بِهِ لأَصْحَابِهِ وَقَالَ: لَيْسَ بِشَرِّكُمْ مَكَانًا لِحِفْظِهِ رِكَابَكُمْ وَرِحَالَكُمْ] . فَقِيلَ ذَلِكَ لمُسَيْلِمَةَ. فَقَالَ: عَرَفَ أَنَّ الأَمْرَ إِلَيَّ مِنْ بَعْدِهِ.
وَرَجَعُوا إِلَى الْيَمَامَةِ وَأَعْطَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فِيهَا فَضْلُ طَهُورٍ. فَقَالَ:
إِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَأَنْضَحُوا مَكَانَهَا بِهَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوا مَكَانَهَا مَسْجِدًا.
فَفَعَلُوا. وَصَارَتِ الإِدَاوَةُ عِنْدَ الأَقْعَسِ بْنِ مَسْلَمَةَ. وَصَارَ الْمُؤَذِّنُ طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ. فَأَذَّنَ فَسَمِعَهُ رَاهِبُ الْبَيْعَةِ فَقَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ. وَدَعْوَةُ حَقٍّ! وَهَرَبَ. فَكَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَادَّعَى مُسَيْلِمَةُ. لَعَنَهُ اللَّهُ. النُّبُوَّةَ. وَشَهِدَ لَهُ الرَّحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أَشْرَكَهُ فِي الأَمْرِ فَافْتَتَنَ النَّاسُ بِهِ.
وَفْدُ شَيْبَانَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ أَخُو بَنِي كَعْبٍ مِنْ بَلْعَنْبَرَ أَنَّهُ حَدَّثَتْهُ جَدَّتَاهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ حَدَّثَتَاهُ عَنْ حَدِيثِ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ. وَكَانَتَا رَبِيبَتَيْهَا. وَقَيْلَةُ جَدَّةُ أَبِيهِمَا أُمُّ أُمِّهِ. أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ حَبِيبِ بْنِ أَزْهَرَ أَخِي بَنِي جَنَابٍ. وَأَنَّهَا وَلَدَتْ لَهُ النِّسَاءَ. ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ فَانْتَزَعَ بَنَاتِهَا مِنْهَا
الصفحة 240