كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبَّانُ بْنُ عامر. وَكَانَ جَدِّي أَبَا أُمِّي. عَنْ حَدِيثِ حَرْمَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ الْكَعْبِيِّ مِنْ كَعْبِ بَلْعَنْبَرَ. قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ. وَكَانَ جَدُّهُمَا حَرْمَلَةَ. أَنَّ حَرْمَلَةَ خَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى عَرَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ ارْتَحَلَ. قَالَ: فَلُمْتُ نَفْسِي فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَذْهَبُ حَتَّى أَزْدَادَ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي أَعْمَلُ؟ [فَقَالَ: يَا حَرْمَلَةُ ائْتِ الْمَعْرُوفَ وَاجْتَنِبِ الْمُنْكَرَ. وَانْصَرَفْتُ حَتَّى أَتَيْتُ رَاحِلَتِي. ثُمَّ رَجَعْتُ حَتَّى قُمْتُ مَقَامِي أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي أَعْمَلُ؟ فَقَالَ: يَا حَرْمَلَةُ ائْتِ الْمَعْرُوفَ وَاجْتَنِبِ الْمُنْكَرَ وَانْظُرِ الَّذِي تُحِبُّ أُذُنُكَ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِ الْقَوْمِ أَنْ يَقُولُوهُ لَكَ فَأْتِهِ وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَقُولُوهُ لَكَ إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَاجْتَنِبْهُ] .
وِفَادَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ وَفْدُ طَيِّئٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: حدثني أبو بكر بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ. وَكَانَ يَتِيمَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ.
أَخْبَرَنَا عُبَادَةُ الطَّائِيُّ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ. قَالُوا: قَدِمَ وَفْدُ طَيِّئٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلا. رَأْسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ زَيْدُ الْخَيْرِ. وَهُوَ زَيْدُ الْخَيْلِ بْنُ مُهَلْهِلٍ مِنْ بَنِي نَبْهَانَ. وَفِيهِمْ وَزَرُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَدُوسِ بْنِ أَصْمَعَ النَّبْهَانِيُّ. وَقَبِيصَةُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ جَرْمِ طَيِّئٍ. وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَيْبَرِيٍّ مِنْ بَنِي مَعْنٍ. وَقُعَيْنُ بْنُ خُلَيْفِ بْنِ جَدِيلَةَ. وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي بَوْلانَ. فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَسْجِدِ فَعَقَدُوا رَوَاحِلَهُمْ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ. ثُمَّ دَخَلُوا فَدَنَوْا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ فَأَسْلَمُوا. وَجَازَهُمْ بِخَمْسِ أَوَاقٍ فِضَّةٍ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ. وَأَعْطَى زَيْدَ الْخَيْلِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا. [وَقَالَ رسول الله. ص: مَا ذُكِرَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلا رَأَيْتُهُ دُونَ مَا ذُكِرَ لِي إِلا مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ كُلَّ مَا فِيهِ!] وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
زَيْدَ الْخَيْرِ وَقَطَعَ لَهُ فَيْدَ وَأَرْضِينَ. فَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا. وَرَجَعَ مَعَ قَوْمِهِ. فَلَمَّا كَانَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرْدَةُ مَاتَ هُنَاكَ. فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى كُلِّ مَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَتَبَ لَهُ بِهِ فَخَرَّقَتْهُ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ بَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْفُلْسِ. صَنَمِ

الصفحة 243