كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 1)

قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلانَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[يقول: إِنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنْ ثَلاثِ تُرُبَاتٍ سَوْدَاءَ وَبَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ] «1» .
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ:
خَرَجْتُ خَرْجَةً لِي فَجِئْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ الْحَسَنُ: فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ! آدَمُ لِلسَّمَاءِ خُلِقَ أَمْ لِلأَرْضِ؟ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلٍ؟ لِلأَرْضِ خُلِقَ! قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لِلأَرْضِ خُلِقَ. فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.
أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ. أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَيَانٍ عن الشعبي عن جعدة ابن هُبَيْرَةَ قَالَ: الشَّجَرَةُ الَّتِي افْتُتِنَ بِهَا آدَمُ الْكَرْمُ. وَجُعِلَتْ فِتْنَةً لِوَلَدِهِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَزِيَادٍ مَوْلَى مُصْعَبٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[عَنْ آدَمَ: أَنَبِيًّا كَانَ أَوْ مَلَكًا؟ قَالَ: بَلْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ الهيعة عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:
[الناس لآدم وحواء كطف الصاع لن يملؤوه. إِنَّ اللَّهَ لا يَسْأَلُكُمْ عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَلا أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ. أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ:
خَرَجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ. صَلاةِ الظُّهْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ. فَأُنْزِلَ إِلَى الأَرْضِ.
وَكَانَ مُكْثُهُ فِي الْجَنَّةِ نِصْفَ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ. وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً. وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا يَعُدُّ أَهْلُ الدُّنْيَا. فَأُهْبِطَ آدَمُ عَلَى جَبَلٍ بِالْهِنْدِ يُقَالُ لَهُ نَوْذُ. وَأُهْبِطَتْ حَوَّاءُ بِجُدَّةَ. فَنَزَلَ آدَمُ مَعَهُ رِيحُ الْجَنَّةِ. فَعَلِقَ بِشَجَرِهَا وَأَوْدِيَتِهَا.
فَامْتَلأَ مَا هُنَالِكَ طِيبًا. فَمِنْ ثَمَّ يُؤْتَى بِالطِّيبِ مِنْ رِيحِ آدَمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالُوا: أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ أَيْضًا. وَأُنْزِلَ مَعَهُ بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ. وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ. وَعَصَا مُوسَى. وَكَانَتْ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ. طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ عَلَى طُولِ مُوسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَرُّ وَلُبَانُ ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بَعْدُ الْعَلاةُ وَالْمِطْرَقَةُ وَالْكَلْبَتَانِ. فَنَظَرَ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ عَلَى الجبل إلى
__________
(1) انظر الحديث في: [الدر المنثور (1/ 47) ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر (2/ 342) ] .

الصفحة 30