كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 1)

وَوَلَدَ شِيثُ بْنُ آدَمَ أَنُوشَ وَنَفَرًا كَثِيرًا وَإِلَيْهِ أَوْصَى شِيثٌ. فَوَلَدُ أَنُوشُ قِينَانَ وَنَفَرًا كَثِيرًا وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ. فَوَلَدُ قِينَانُ مَهْلالِيلَ وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ. فَوَلَدُ مَهْلالِيلَ يَرْذَ.
وَهُوَ الْيَارِذُ. وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهِ الْوَصِيَّةُ. وَفِي زَمَانِهِ عُمِلَتِ الأَصْنَامُ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ عَنِ الإِسْلامِ. فولد يرذ خنوخ وهو إدريس النبي. ع. وَنَفَرًا مَعَهُ.
ذِكْرُ حَوَّاءَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جريح عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها. قَالَ: خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ قُصَيْرَى آدَمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْقُصَيْرَى: الضِّلَعُ الأَقْصَرُ. وَهُوَ نَائِمٌ. فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: أَثًّا! امْرَأَةً بِالنَّبَطِيَّةِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَوْلًى لابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ حَوَّاءُ لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُهْبِطَ آدَمُ بِالْهِنْدِ وَحَوَّاءُ بِجُدَّةَ. فَجَاءَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى أَتَى جَمْعًا فَازْدُلِفَتْ إِلَيْهِ حَوَّاءُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةَ. وَاجْتَمَعَا بِجَمْعٍ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ جَمْعًا.
ذِكْرُ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ ص.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ فِي الأَرْضِ بَعْدَ آدَمَ إِدْرِيسُ. وَهُوَ خَنُوخُ بْنُ يَرْذَ. وَهُوَ الْيَارِذُ. وَكَانَ يَصْعَدُ لَهُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْعَمَلِ مَا لا يَصْعَدُ لِبَنِي آدَمَ فِي الشَّهْرِ. فَحَسَدَهُ إِبْلِيسُ وَعَصَاهُ قَوْمُهُ. فَرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَكَانًا عَلِيًّا. كَمَا قَالَ. وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَقَالَ: لَسْتُ بِمُخْرِجِهِ مِنْهَا. وَهَذَا فِي حَدِيثٍ لإِدْرِيسَ طَوِيلٍ. فَوَلَدَ خَنُوخُ مُتَوَشْلِخَ وَنَفَرًا معه وإليه الوصية. فولد متوشلخ لمك وَنَفَرًا مَعَهُ وَإِلَيْهُ الْوَصِيَّةُ. فَوَلَدَ لَمْكٌ نُوحًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ ص.
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِلَمْكٍ يَوْمَ وَلَدَ نُوحًا اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ. فَبَعَثَ اللَّهُ نُوحًا إِلَيْهِمْ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سنة. ثم

الصفحة 34