كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 1)

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عبيدة عن ثابت مولى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
أَهْدَى الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلابِيُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِقْحَةً تُدْعَى بُرْدَةٌ. لَمْ أَرَ مِنَ الإِبِلِ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا. وَتَحْلِبُ مَا تَحْلِبُ لِقْحَتَانِ غَزِيرَتَانِ. فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا. يَرْعَاهَا هِنْدٌ وَأَسْمَاءُ. يَعْتَقَبَانِهَا بِأُحُدٍ مَرَّةً وَبِالْجُمَّاءِ مَرَّةً. ثُمَّ يَأْوِي بِهَا إِلَى مَنْزِلِنَا مَعَهُ مِلْءَ ثَوْبِهِ مِمَّا يَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرِ وَمَا يُهَشُّ مِنَ الشَّجَرِ. فَتَبِيتُ فِي عَلَفٍ حَتَّى الصَّبَّاحِ. فَرُبَّمَا حُلِبَتْ عَلَى أَضْيَافِهِ. فَيَشْرَبُونَ حَتَّى يَنْهَلُوا غَبُوقًا. وَيُفَرِّقُ عَلَيْنَا بَعْدُ مَا فَضَلَ. وَحِلابُهَا صَبُوحًا حَسَنٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبْعُ لَقَائِحَ. تَكُونُ بِذِي الْجَدْرِ. وَتَكُونُ بِالْجَمَّاءِ. فَكَانَ لَبَنُهَا يَؤُوبُ إِلَيْنَا.
لِقْحَةٌ تُدْعَى مَهْرَةً. وَلِقْحَةٌ تُدْعَى الشَّقْرَاءَ. وَلِقْحَةٌ تُدْعَى الدُّبَّاءَ. فَكَانَتْ مَهْرَةٌ أَرْسَلَ بِهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ نَعَمِ بَنِي عَقِيلٍ. وَكَانَتْ غَزِيرَةً. وَكَانَتِ الشُّقْرَاءُ وَالدُّبَّاءِ أَبْتَاعَهُمَا بِسُوقِ النَّبَطِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. وَكَانَتْ بُرْدَةٌ وَالسَّمْرَاءُ وَالْعَرِيسُ وَالْيَسِيرَةُ وَالْحِنَّاءُ يُحْلَبْنَ وَيُرَاحُ إِلَيْهِ بِلَبَنِهِنَّ كُلَّ لَيْلَةٍ. وَكَانَ فِيهَا غُلامُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسَارٌ فقتلوه.
[أخبرنا محمد بن عمر. فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَأْتِهِ لَبَنُ لِقَاحِهِ قَالَ: عَطَّشَ اللَّهُ مَنْ عَطَّشَ آلَ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ] » .
ذِكْرُ مَنَايِحِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْغَنَمِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُقْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: كَانَتْ مَنَايِحُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْغَنَمِ سَبْعًا: عَجْوَةُ. وَزَمْزَمُ.
وَسُقْيَا. وَبَرَكَةُ. وَوَرِسَةُ. وَإِطْلالُ. وَإِطْرَافُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبْعُ أَعْنُزٍ مَنَايِحَ تَرْعَاهُنَّ أُمُّ أَيْمَنَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: كَانَتْ مَنَايِحُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُرْعَى بأحد وتروح كل ليلة
__________
(1) انظر: [فتح الباري (12/ 111) ] .

الصفحة 384