كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 1)

والألف ومجموعهما بالحساب المذكور ثمانمائة وتسعة وعشرون وفي تعبيره بالرقص إشارة إلى الولادة المفروح بها إذ الرقص إنما يكون عند الفرح غالبا كما أن في التعبير بسح الدموع والقضاء المنزل الإشارة للموت وافتتح الناظم بحمد الله عملا بمقتضى الكتاب العزيز والسنة الكريمة فإنه عليه الصلاة والسلام كان يفتتح خطبه ومواعظه بحمد الله تعالى وخرج أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلام لا يبتدأ فيه بحمد الله فهو أجذم وفي رواية النسائي كل أمر ذي بال لا يبتدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع وأجمع العلماء على افتتاح تآليفهم بالثناء على الله تعالى إما بلفظ الحمدلله وهو الغالب أو بغيره كالبسملة وقد أكثر المؤلفون الكلام في الحمد والشكر وأخصر ما رأيت الآن في ذلك كلام الشيخ خالد الأزهري في شرح توضيح ابن هشام ولفظه الحمد لغة الوصف بالجميل الاختياري على قصد التعظيم والوصف لا يكون إلا باللسان فيكون مورده خاصا وهذا الوصف يجوز أن يكون بإزاء نعمة أو غيرها فيكون متعلقه عاما والشكر على العكس لكونه لغة فعلا ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الشاكر أو غيره فيكون مورده اللسان والجنان والأركان ومتعلقه النعمة الواصلة إلى الشاكر فكل منهما أعم وأخص من الآخر بوجه ففي الفضائل حمد فقط وفي أفعال القلب والجوارح شكر فقط وفي أفعال اللسان بإزاء الإنعام حمد وشكر
والحمد عرفا فعل يشعر بتعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره والشكر عرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لأجله فالشكر أخص مطلقا لاختصاص تعلقه بالباري تعالى ولتقييده بكون المنعم منعما على الشاكر وغيره ولوجوب شمول الآلات فيه بخلاف الحمد انظر تمام كلامه إن شئت وإنما قال في حد الحمد الوصف بالجميل والوصف لا يكون إلا باللسان لأن مقصوده تعريف الحمد الواقع في الكتاب المشروع وهو كذلك وصف باللسان ومن أراد تعريف الحمد القديم والحادث قال هو الثناء بالكلام لأن الكلام يشمل القديم والحادث والحمد والمدح بمعنى ويفترقان بأن الحمد خاص لأولي العلم والمدح يكون لأولي العلم وغيرهم وقوله في حد الشكر صرف العبد
إلخ زاد بعضهم كصرف النظر إلى مطالعة مصنوعاته والسمع إلى تلقي ما ينبئ عن مرضاته والاجتناب عن منهياته وأل في الحمد لاستغراق الجنس وهي التي يصلح في موضعها كل نحو إن الإنسان لفي خسر وذلك لأن الحمد إما قديم وهو حمد الله تعالى لنفسه أو لمن شاء من عباده أو حادث وهو حمد العباد لربهم سبحانه أو لبعضهم فالقديم صفته ووصفه والحادث خلقه وملكه فالحمد كله له ولام لله للاستحقاق أي جميع المحامد مستحقة لله تعالى وقيل غير ذلك واسم الجلالة علم على الذات العلية الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد وهو أشهر أسمائه تعالى وقد قبض الله تعالى عنه الألسن فلم يتسم به أحد قال تعالى هل تعلم له سميا أي هل تعلم أحدا تسمى الله استفهاما بمعنى النفي أي لم يتسم به غيره وهو أعرف المعارف قاله سيبويه وروي أنه رئي في
____________________

الصفحة 10