كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 1)

على قبول كتب القضاة من غير إشهاد لها ويأتي منع القبول مع ما عليه عملنا وصغونا إليه
فانظر في هذه الأبيات فإن كل بيت منها لا يتم معناه إلا بما بعده وهو كثير في ذلك النظم ولكن يكفي في الاعتذار عن ذلك قوله كما تقدم مغلبا تحسيني المعنى على تحسيني اللفظ الذي عنه انجلى رحمه الله ونفعنا به وقوله وجئت في بعض من المسائل البيت
أخبر أنه في الغالب يقتصر على قول واحد لمشهوريته أو جريان العمل به وفي بعض المسائل يذكر الخلاف بحيث يحكي قولين أو أكثر لمقاصد له في ذلك إما مشهوريتها أو لجريان العمل بها لكون القائل بها أو ببعضها مشهورا بالعلم والتحقيق وله صيت ومكانة وشهرة تمنع من إهمال قوله وعدم حكايته وإن خالف المشهور وما به العمل هذا معنى قوله رعيا لاشتهار القائل ولا يعني بذلك مراعاة الخلاف الذي هو إعمال دليل الخصم في لازم مدلوله الذي أعمل في نقيضه دليل آخر لأن هذا من دأب المجتهدين الناظرين في الأدلة فحيث يترجح عندهم دليل الغير أعملوه وحيث لا أهملوه والناظم إنما هو ناظم لكلام الفقهاء المتقدمين وجامع له بمراعاة الخلاف وإن وجدت في بعض الأحكام المذكورة في هذا النظم فلا يعبر عنها بصيغة الخلاف وإنما يجزم بالحكم وإن كان وجهه عند من قال به مراعاة الخلاف وقد أطال الشارح هنا بالكلام على مسألة مراعاة الخلاف وما فيها من الأبحاث وهي من حسان المسائل ولكن لا يصح أن يشرح بها قوله رعيا لاشتهار القائل كما يظهر ذلك من كلام الشارح في آخر الكلام على مراعاة الخلاف ولا يحتمله بوجه والله أعلم
وكذا أطال الكلام في مسألة الترجيح من الخلاف وما يجوز الحكم والفتوى به وما لا ومن تجوز فتواه ومن لا والخلاف الذي في المشهور ما هو ووجه اختيار المتأخرين في بعض المسائل خلاف المشهور من مراعاة مصالح عرضت في ذلك وأن القاضي يلزم اتباع عمل أهل بلده وينهى عن الخروج إلى غير ذلك مما اشتمل عليه من الفوائد فمن أراد شيئا من ذلك فعليه بمراجعته وقوله فضمنه المفيد البيت أخبر أن هذا النظم تضمن المسائل المشتمل عليها هذه الكتب وهي مفيد الحكام لابن هشام والمقرب والمنتخب كلاهما لابن أبي زمنين بفتح الزاي والميم وكسر النون الأولى والمقصد المحمود لأبي القاسم الجزيري ولا يعني أن هذا النظم اشتمل على جميع مسائل هذه الكتب بل ولا جلها وإنما يعني أن فيه فوائد ومسائل من هذه الكتب وليس الخبر كالعيان وفي تسمية هذه الكتب تورية وإشارة إلى أن هذا النظم اشتمل على هذه الأوصاف وهي كونه مفيدا مقربا منتخبا والاشتغال به والاعتناء به مقصد محمود شرعا تقبله الله منه ونفعه به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
نظمته تذكرة وحين تم بما به البلوى تعم قد ألم سميته بتحفة الحكام في نكت العقود والأحكام النظم الجمع يقال نظمت العقد إذا جمعت جواهره على وجه يستحسن وقوله
____________________

الصفحة 13