في المسجد من الأمر القديم وإذا جلس فيه رضي بالدون من المجلس ووصل إليه الضعيف والضعيفة ا هـ
المدونة قال مالك القضاء في المسجد من الحق وهو من الأمر القديم لأنه يرضى فيه بالدون من المجلس وتصل إليه المرأة والضعيف وروى ابن حبيب يجلس برحاب المسجد وهذا أحسن لقوله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم رفع أصواتكم وخصوماتكم ا هـ
من المواق وفي المقرب قال مالك ولا بأس أن يضرب في المسجد الأسواط اليسيرة قال الشارح ومما يلحق بذلك محل سكناه من المصر ونقل اللخمي عن ابن شعبان من العدل كون منزل القاضي بوسط مصره قال الشارح ومما يتعلق بهذا البيت أمور
أحدها في كيفية جلوسه إذا جلس في المسجد أو غيره والمستحسن لأهل العلم في كيفية جلوسه أن يكون مستقبل القبلة قاله ابن شعبان وأن يكون مربعا أو محتبيا قاله المتيطي وروى ابن المواز لا بأس أن يقضي القاضي وهو متكىء ويلحق بذلك قعود الخصمين عنده والذي ينبغي أن يجلسهما بين يديه كانا قويين أو ضعيفين أو أحدهما قوي والآخر ضعيف والمشهور التسوية بين المسلم والذمي في التقريب في المجلس ثانيها وقت قعوده والصواب في ذلك أن يكون في أوقات معلومة ولا يستغرق الجلوس للحكم أوقاته كلها حتى يكون كالمستأجر
قال ابن أبي زمنين قالوا ينبغي للقاضي أن يجعل لجلوسه ساعة يعرفها الناس فيأتونه فيها وحكى ابن يونس عن مطرف وابن الماجشون ولا يجلس للقضاء بين المغرب والعشاء ولا بالأسحار ما علمنا من فعله إلا لأمر يحدث بتلك الأوقات فلا بأس أن يأمر فيها وينهى ويرسل الشرطي أما الحكم فلا وكذلك الجلوس في أيام العيد وعند خروج الحاج وما أشبه ذلك من الأوقات التي على الناس فيها تضييق
ثالثها ينبغي أن يكون على حالة الاعتدال ولا يكون على حالة تشوش فهمه من غضب ونحوه كالجوع والعطش المفرطين والنوم والكسل والحزن والجزع
قال ابن أبي زمنين ما ينبغي للقاضي أن يتضاحك مع الناس ويستحب أن تكون فيه عبوسة من غير غضب وأن يلزم التواضع والنسك في غير وهن ولا ضعف ولا ترك شيء من الحق رابعها أن يجتنب كل ما فيه إخلال بالمرتبة وإن كان مباحا في أصله كالبيع والشراء لنفسه في مجلس قضائه إلا ما خف وعن طلب العواري والتماس الحوائج وقبول الهدايا من أحد وعن إجابة الدعوة إلا للوليمة وحدها لما جاء في ذلك من الحديث ثم إن شاء أكل وإن شاء ترك وله عيادة المرضى وشهود الجنائز والتسليم على الناس والرد عليهم إذا بدؤوه ويتأكد عليه أن يعتمد على من يثق به في إخباره بأحواله وتعريفه بسيرته ليجتنب بذلك ما ينبغي اجتنابه ا هـ
من الشارح لكن باختصار ثم قال
____________________