كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 1)

عند القاضي فإنه يقدم الأول فالأول فإن جهل السابق فيأتي حكمه للناظم
قال اللخمي ويقدم القاضي الخصوم الأول فالأول إلا في المسافر أو ما يخشى فواته ا هـ
وفهم من قوله وقدم السابق أن غير السابق لا يقدم ولكنه مقيد بما في كلام اللخمي بغير المسافر وما يخشى فواته أما هما فيقدمان ولو تأخرا وفي ابن الحاجب وإذا تزاحم المدعون فالسابق ثم القرعة إلا في المسافر وما يخشى فواته
التوضيح قيل وينبغي أن يوكل من يعرف الأول فالأول فإن لم يعرف الأول أقرع ا هـ ويأتي بعد بيت أنه يقرع بينهما عند جهل السابق المسألة الثانية إذا جلس الخصمان بين يدي القاضي قال المدعي يبدأ بالكلام حتى يفرغ وحينئذ يتكلم المدعى عليه
قال ابن أبي زمنين من شأن حكام العدل إذا وقف عند أحد منهم خصمان أن يقول لهما من المدعي منكما فإن قال أحدهما أنا المدعي قال له تكلم وأمر المدعى عليه بالسكوت حتى يفرغ المدعي من مقاله فإن قال كل واحد منهما عن صاحبه أنه المدعي أمرهما بالارتفاع عنه حتى يأتي أحدهما يطلب الخصومة فيكون هو المدعي كذا قاله ابن حبيب ورواه عن أصبغ ويأتي ذلك في البيت بعد هذا
وحيث خصم حال خصم يدعي فاصرف ومن يسبق فذاك المدعي وعند جهل سابق أو مدعي من لج إذ ذاك لقرعة دعي لما قدم أن المدعي يبدأ بالكلام وذلك إذا عرف وأنه إذا تعددت الخصوم عند القاضي يبدأ بالأول إذا عرف أيضا أخبر هنا أنه إذا جهل المدعي بحيث ادعى كل واحد منهما أنه المدعي أو أنه المدعى عليه فإن القاضي يأمرهما بالانصراف عن مجلسه ومحل حكمه ثم من رجع بعد ذلك لمجلس القاضي فهو المدعي وعلى هذا نبه بالبيت الأول
وقد تقدم قبل هذين البيتين نص ابن أبي زمنين فراجعه إن شئت ثم إن لم يعلم المدعي بما ذكر من صرفهما إما لتجاهلهما أو لرجوعهما إليه معا بعد صرفهما عنه فمن لج في ذلك أو خاصم وادعى أنه المدعي ولم يرافقه خصمه وادعى ما ادعاه خصمه فإنه يقرع بينهما فمن خرج سهمه فإنه يقدم بالكلام وعلى ذلك نبه بقوله أو مدعي من لج إذ ذاك لقرعة دعي لأنه أي قوله أو مدعي معطوف على سابق مدخول
لجهل وفي المواق عن ابن عبد الحكم وإن لم يعرف الجالب بدأ بأيهما شاء فإن كان أحدهما ضعيفا فأحب إلي أن يبدأ به وإن بقي كل واحد منهما متعلقا بالآخر أقرع بينهما ا هـ
ولم أقف الآن على القرعة إذا جهل المدعي ولعل الناظم قاسه على جهل السابق في الخصوم وكذلك إذا جهل الأول من الخصوم ولج وخاصم كل واحد مدعيا أنه الأول فإنه يقرع
____________________

الصفحة 38