بينهما أيضا وعلى ذلك نبه بقوله وعند جهل سابق البيت
اللخمي إن تعذر معرفة الأول من الخصوم كتبت أسماؤهم في بطائق وخلطت فمن خرج اسمه بدىء به وذلك كالقرعة بينهم ا هـ
وتقدم قبل البيتين كلام ابن الحاجب فصل في رفع المدعى عليه وما يلحق بذلك دخل في قوله وما يلحق بذلك أي برفع المدعى عليه حكم من عصى الأمر ولم يحضر وهو الطبع عليه وعلى من تكون أجرة العون
ومع مخيلة بصدق الطالب يرفع بالإرسال غير الغائب ومن على يسير الأميال يحل فالكتب كاف فيه مع أمن السبل ومع بعد أو مخافة كتب لأمثل القوم أن افعل ما يجب إما بإصلاح أو الإغرام أو أزعج المطلوب للخصام ومن عصى الأمر ولم يحضر طبع عليه ما يهمه كي يرتفع اعلم أن الخصمين لا يخلو حالهما من إحدى حالتين إما أن يحضرا معا عند القاضي متفقين على المدعي والمدعى عليه منهما أو مختلفين فيهما وقد تقدم ذلك وإما أن يحضر أحدهما وهو الطالب ولا يحضر المطلوب
ثم إن هذا المطلوب الذي لم يحضر مجلس القاضي لا يخلو حاله من وجهين إما أن يكون حاضرا معه في البلد الذي هو فيه وإما أن يكون غائبا عنه بموضع هو تحت إيالة القاضي المتداعى إليه وعلى هذين الوجهين تكلم الناظم في هذه الأبيات فأخبر أنه إن كان حاضرا معه في مصره فإن القاضي يوجه إليه أحد خدامه يرفعه لمجلس الحكم وإن لم يكن معه في المصر فإن كان على يسير الأميال مع أمن الطريق من موضعه إلى محل الحكم من الحاضرة فإن القاضي يكتب إليه يأمره بالحضور عوضا من دفع الخاتم الذي كان عليه العمل قديما
وإن كان بعيدا إما بعدا حسيا من جهة المسافة وإما بعدا معنويا من جهة الخوف فإن القاضي يكتب لأمثل من بموضع حلول المطلوب الأمر بفعل ما يجب من النظر المؤدي للتناصف بينهما إما بالصلح أو بالغرم أو بالعزم على المطلوب في الوصول لمحل الحكم
ورفع المطلوب من موضعه لمجلس الحكم في الأوجه الثلاثة مقيد بظهور مخايل
____________________