كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 1)

يعني أن من أساء الأدب على القاضي وجفاه بكلام لا يليق بمنصبه فإنه يؤدب وتأديبه أولى من العفو عنه وكذلك يؤدب من أساء الأدب على الشاهد عليه إلا إن كان ذا مروءة وقعت منه فلتة في جانب الشاهد فإنه يغتفر له ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم والجفاء ممدود وهو خلاف البر وقد جفوت الرجل أجفوه جفاء فهو مجفوا ولا تقل جفيت قاله الجوهري
ومن سماع ابن القاسم قيل له أرأيت الذي يتناول القاضي بالكلام فيقول لقد ظلمتني قال إن ذلك يختلف ولم يجد فيه تفسيرا إلا أن وجه ما قال إذا أراد بذلك أذاه وكان القاضي من أهل الفضل فله أن يعاقبه وما ترك ذلك حتى خاصم أهل الشرف في العقوبة في الإلداد قال ابن رشد هذا كما قال إن للقاضي الفاضل العدل أن يحكم لنفسه في العقوبة على من تناوله بالقول وآذاه بأن نسب إليه الظلم والفجور مواجهة بحضرة أهل مجلسه بخلاف ما شهد به عليه أنه آذاه به وهو غائب لأن ما واجهه به من ذلك هو من قبيل الإقرار وله أن يحكم بالإقرار على من انتهك ماله
____________________

الصفحة 52