كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 1)

لما ذكر صفة الشاهد وكانت العدالة من جملتها بينها في هذين البيتين فأخبر أن العدل هو الذي يجتنب الذنوب الكبائر دائما كالشرب والسرقة ونحوهما ويتقي أيضا الذنوب الصغائر في غالب أحواله ويتقي أيضا الأمر المباح الذي يقدح في المروءة كالأكل في السوق والمشي حافيا في بلد لا يفعلون ذلك وإنما قال ويتقي في الغالب لأن النادر لا يعتد به ولا يسلم منه إلا من عصمه الله تعالى ولذلك قال مالك من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم قال ابن يونس إذا كان عيبه خفيفا والأمر كله حسن فلا يذكر اليسير الذي ليس بمعصوم منه أحد في الصلاح وقد حد بعضهم العدالة بقوله هي اجتناب الكبائر وتوقي الصغائر وحفظ المروءة وقيد الشيخ خليل الصغائر بصغائر الخسة قالوا كتطفيف حبة أو سرقة لقمة وأما غيرها كالنظر لأجنبية فلا تقدح وفي تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر خلاف انظر الدر الثمين في شرح المرشد المعين
فالعدل ذو التبريز ليس يقدح فيه سوى عدواة تستوضح وغير ذي التبريز قد يجرح بغيرها من كل ما يستقبح ذكر في البيتين ما لا يجرح به الشاهد وما يجرح به وحاصله أن العدل مبرز وغير مبرز فالمبرز لا يقدح فيه ولا يجرح إلا بالعداوة يعني والقرابة وأما غيره فيقدح فيه ويجرح بالعداوة والقرابة وغيرهما من كل قبيح
قال اللخمي يسمع الجرح في الرجل المتوسط في العدالة مطلقا ويسمع في المبرز والمعروف بالعدل والصلاح إذا طلب ذلك المشهور عليه من باب العداوة أو الهجرة أو القرابة وما أشبه ذلك واختلف هل يقبل فيه الجرح من وجه الإسفاه فمنعه أصبغ وأجازه سحنون ا هـ وفي المختصر وقدح في المتوسط بكل وفي المبرز بعداوة أو قرابة وأن بدونهما كغيرهما على المختار والمبرز بكسر الراء المشددة اسم فاعل من برز بالتشديد إذا فاق أصحابه وكذلك الفرس إذا سبق قال في القاموس رجل برز وبرزي عفيف موثوق بعقله ورأيه وقد برز ككرم وبرز تبريزا فاق أصحابه فضلا أو شجاعة والفرس عن الخيل سبقها وراكبه نجاه
ا هـ وفي المعيار عن التنبيهات هو بكسر الراء المشددة أي ظاهر العدالة سابقا غيره متقدما فيها
____________________

الصفحة 82