كتاب شرح ميارة - العلمية (اسم الجزء: 1)

وأصله من تبريز الخيل في السبق وتقدم سابقها وهو المبرز لظهوره وبروزه أمامها
ا هـ
قال غيره هو اسم فاعل من برز مشدد الراء وأصله برز خفيفة بمعنى خرج إلى البراز بفتح الراء وهو الفضاء المتسع من الأرض وضوعف تكثيرا
ا هـ قال في المعيار وعوام الوقت بعض الطلبة يظنون أن المبرز في العدالة من تصدى وبرز بإذن الأمير أو القاضي لتحمل الشهادة وبيعها في الأسواق وليس كما ظنوا وكان بعض الشيوخ يمثل المبرز بالشيخ أبي محمد صالح ونظرائه وما أقل هذا الوصف في هذا الزمان المسكين بل كاد أن يعدم بالكلية وكنت وقفت على بعض أجوبة شيخنا الإمام أبي عبد الله محمد بن العباس تغمده الله برحمته وهو يقول فيه والتبريز في زماننا معدوم كانعدام بيض الأنوق قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن قاسم القوري المبرز في العدالة المنقطع في الخير والصلاح وأين هو اليوم إنما هو في وقتنا كالغراب الأعصم بين الغربان قال صاحب المعيار قلت أما عدم هذا الوصف وهو التبريز في العدالة أو عزته في المنتصبين في الشهادة ممن أدركنا من عدول المغرب الأوسط والأقصى فغير بعيد وأما عدمه أو عزته في المنتصبين وغيرهم فغير مسلم وقد شاهدنا منهم والحمدلله عددا كثيرا وكتب مسلما عليكم عبد الله أحمد بن يحيى بن محمد بن علي الونشريسي وفقه الله ا هـ وذلك بعد نحو ثمانية عشر ورقة من نوازل الهبات والصدقات قلت وعلى ما ذكر مما يعتقده عوام الوقت وبعض الطلبة يقرأ بفتح الراء اسم مفعول والله أعلم
ومن عليه وسم خير قد ظهر زكي إلا في ضرورة السفر ومن بعكس حاله فلا غنى عن أن يزكى والذي قد أعلنا بحالة الجرح فليس تقبل له شهادة ولا يعدل وإن يكن مجهول حال زكيا وشبهة توجب فيما ادعيا حصر في هذه الأبيات أحوال الشاهد غير المعروف بالعدالة باعتبار افتقاره للتزكية وعدم افتقاره فأخبر بأن من شهد في أمر من الأمور فلا يخلو حاله من أربعة أوجه إما أن يظهر علامة الخير عليه أو علامة الشر أو يعلن بالشر أو يجهل حاله فإن كان ممن ظهر عليه علامة الخير والدين فإن شهادته لا تقبل إلا إذا زكي بأن يشهد له اثنان فأكثر بأنه عدل رضا ممن تقبل شهادته إلا في السفر أعني شهادة أهل القافلة بعضهم لبعض عند حاكم أهل القرية أو البلدة التي حلوا أو مروا بها فإن مالكا وجميع أصحابه أجازوا شهادتهم بعضهم لبعض وإن لم يعرفوا بعدالة ولا سخطة
وإلى ذلك أشار بقوله إلا في ضرورة السفر وقد تقدمت هذه المسألة قبل فصل خطاب القضاة وإن ظهرت عليه علامة الشر ولم تتحقق عليه فلا تقبل شهادته حتى يزكى وإليه أشار بقوله ومن بعكس حاله فلا غنى من أن يزكى والذي قد أعلنا وإن كان معلنا بالشر وما لا يليق فلا تقبل
____________________

الصفحة 83