كتاب سنن سعيد بن منصور - ت الأعظمي - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

1754- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، أَنَّ رَجُلاً انْتَسَفَتْهُ الْجِنُّ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ، ثُمَّ إِنَّ امْرَأَتَهُ أَتَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرَبَّصَ أَرْبَعَ سِنِينَ ، فَلَمَّا لَمْ يَجِئْ أَمَرَ وَلِيَّهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا ، ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ ، فَإِذَا انْقِضَتْ عِدَّتُهَا وَجَاءَ زَوْجُهَا خُيِّرَ بَيْنَهَما وَبَيْنَ الصَّدَاقِ.
1755- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَرَجَ لَيْلاً فَانْتَسَفَتْهُ الْجِنُّ ، فَطَالَتْ غَيْبَتُهُ ، فَأَتَتِ امْرَأَتُهُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ زَوْجَهَا قَدْ غَابَ عَنْهَا فَطَالَتْ غَيْبَتُهُ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ أَرْبَعَ سِنِينَ ، فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَتَتْهُ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَزَوَّجَ فَفَعَلَتْ ، ثُمَّ قَدِمَ زَوْجُهَا الأَوَّلُ ، فَأَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَخْبَرَهُ ، فَغَضِبَ عُمَرُ ، وَقَالَ : يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فَيُطِيلُ الْغَيْبَةَ عَنْ أَهْلِهِ ، ثُمَّ لاَ يُعْلِمُهُمْ . قَالَ : لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي عِشَاءً فَاسْتَبَتْنِي الْجِنُّ ، فَكُنْتُ فِيهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَغَزَاهُمْ جِنٌّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا لِي : مَا أَنْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ ، فَقَالُوا لِي : هَلْ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى بِلاَدِكَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَبَعَثُوا بِي ، فَأَمَّا اللَّيْلُ فَرِجَالٌ أَعْرِفُهُمْ ، وَأَمَّا النَّهَارُ فَإِعْصَارُ رِيحٍ تَحْمِلُنِي . قَالَ : فَخَيَّرَهُ عُمَرُ بَيْنَ امْرَأَتِهِ وَبَيْنَ الصَّدَاقِ ، فَاخْتَارَ امْرَأَتَهُ ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، وَرَدَّهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا كَانَ طَعَامُهُمْ ؟ قَالَ : الْفُولُ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ يُذْكَرُ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ . قَالَ : فَمَا كَانَ شَرَابُهُمْ ؟ قَالَ : الْجَدَفُ . يَعْنِي الَّذِي لاَ يُغَطَّى.

الصفحة 401