كتاب تفسير عبد الرزاق (اسم الجزء: 1)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:

647 - نا الثَّوْرِيُّ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ ذَرٍّ عَنْ يَسِيعٍ الْكِنْدِيِّ {§وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141] قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141] وَهُمْ يُقْتَلُونَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: «ادْنُهُ , فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا»
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:

648 - نا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ , أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ , قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128] قَالَ: كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ قَدْ خَلَا مِنْ سِنِّهَا , فَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا شَابَّةً , فَآثَرَ الشَّابَّةَ عَلَيْهَا , فَأَبَتِ امْرَأَتُهُ الْأُولَى أَنْ تُقِرَّ عَلَى ذَلِكَ , فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً , حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِهَا يَسِيرٌ قَالَ: «إِنْ شِئْتِ رَاجَعْتُكِ وَصَبَرَتِ عَلَى الْأَثَرَةِ , وَإِنْ شِئْتِ تَرَكْتُكِ حَتَّى يَخْلُوَ أَجَلُكِ» -[482]- قَالَتْ: بَلْ رَاجِعْنِي , وَأَصْبِرُ عَلَى الْأَثَرَةِ , فَرَاجَعَهَا وَآثَرَ الشَّابَّةَ عَلَيْهَا , فَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى الْأَثَرَةِ , فَطَلَّقَهَا وَآثَرَ الشَّابَّةَ عَلَيْهَا , حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِهَا يَسِيرٌ قَالَ لَهَا مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ , فَقَالَتْ: رَاجِعْنِي , وَأَصْبِرُ , قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: الصُّلْحُ الَّذِي بَلَغَنَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِيهِ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} [النساء: 128]

الصفحة 481