كتاب شرح الزركشي على مختصر الخرقي - العلمية (اسم الجزء: 1)
يرمي رمى، ومن لم يستطع أن يرمي رمى عنه.
1442 وعن أبي إسحاق أن أبا بكر رضي اللَّه عنه طاف بابن الزبير في خرقة. رواهما الأثرم.
وظاهر كلام الخرقي أن ما أمكن الصبي عمله عمله، وذلك كالوقوف، والمبيت بمزدلفة، وبمنى، ونحو ذلك، وكذلك الإحرام أن عقله صح منه بإذن الولي بلا ريب وبدون إذنه فيه وجهان: أصحهما وبه جزم أبو محمد لا يجزئه، قياساً على بقية تصرفاته، إذ لا ينفك عن لزوم [مال] فهو كالبيع.
والثاني: يجزئه تغليباً لجانب العبادة، وإن لم يعقله فعله الولي، (والولي) هو من يلي ماله من أب أو غيره، وفي صحة إحرام الأم عنه وجهان، (الصحة) وهو ظاهر كلام أحمد، اخرتاه ابن عقيل، ومال إليه أبو محمد، لظاهر حديث ابن عباس، إذ الظاهر أن الأجر الثابت لها لكون الصغير تبعاً لها في الإحرام، (وعدمها) وهو اختيار القاضي، لعدم ولايتها [عليه] في المال، أشبهت الأجنبي، وفي بقية العصبات وجهان مخرجان من القولين فيها، فأما الأجنبي فلا يصح أن يحرم عنه وجهاً واحداً، ومعنى الإحرام عنه أن يعقد له الإحرام، فيصير الصبي محرماً بذلك [الإحرام] دون العاقد، واللَّه أعلم.
قال: ومن طيف به محمولاً كان الطواف له دون حامله، واللَّه أعلم بالصواب.
ش: يصح طواف المحمول في الجملة، وستأتي هذه المسألة إن شاء اللَّه تعالى، ثم لا يخلو من ثمانية أحوال (أحدها): نويا جميعاً عن [الحامل، فيصح له فقط بلا ريب. (الثاني) نويا جميعاً عن] المحمول، فتختص الصحة به أيضاً.
(الثالث): نوى كل منهما عن نفسه، فيصح الطواف للمحمول دون الحامل، جعلا له كالآلة، وحسن أبو محمد صحة الطواف لهما [وهو مذهب الحنفية، واحتمال لابن الزغوانيّ نظراً إلى نيتهما، ومنع أبو حفص العكبري الصحة في هذه الصورة رأساً، زاعماً أنه لا أولوية لأحدهما، والفعل الواحد لا يقع عن اثنين، وهذه الصورة واللَّه أعلم هي الحاملة للخرقي على ذكر هذه المسألة. (الرابع والخامس): نوى كل منهما عن نفسه، ولم ينو الآخر [شيئاً] فيصح للناوي دون غيره.
(السادس والسابع والثامن): لم ينو واحد منهما، أو نوى كل منهما عن صاحبه، فلا يصح لواحد منهما، ويتحرر أنه يصح الطواف للمحمول في ثلاث صور، إذا نويا جميعاً له، أو نوى هو لنفسه ولم ينو الآخر شيئاً، أو نوى كل منهما لنفسه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(باب ذكر المواقيت)
ش: المواقيت جمع ميقات، وهو الزمان والمكان المضروب للفعل، واللَّه أعلم.
قال: وميقات أهل المدينة من ذي الحليفة، وأهل الشام ومصر والمغرب من
____________________