743 - (إذا طلع الفجر) الصادق (فلا صلاة إلا ركعتي الفجر) أي لا صلاة تندب حينئذ إلا ركعتي الفجر سنة الصبح ، لأن سلطان الليل أدبر وأقبل سلطان النهار فيصلي سنته ثم صلاته ، وبعده تحرم صلاة لا سبب لها حتى تطلع الشمس كرمح في رأي العين ، ويظهر أن مراده بالصلاة قيام الليل ، فلو تذكر فائتة بعذر عند طلوع الفجر قدمها (طس عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال ، فقد أعله الهيتمي وغيره بأن فيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف المتن ، لكن قال في الميزان له شواهد من حديث ابن عمر أخرجه الترمذي واستغربه وحسنه ، فمن أطلق ضعفه كالهيتمي أراد أنه ضعيف لذاته ، ومن أطلق حسنه كالمؤلف أراد أنه حسن لغيره.
744 - (إذا طلعت) وفي نسخ طلع على إرادة النجم (الثريا) أي ظهرت للناظرين عند طلوع الفجر ، وذلك في العشر الأوسط من أيار ، فليس المراد بطلوعها مجرد ظهورها في الأفق ، لأنها تطلع كل يوم وليلة ولكنها لا تظهر للأبصار لقربها من الشمس في نيف وخمسين ليلة من السنة (أمن الزرع من العاهة) أراد أن العاهة تنقطع والصلاح يبدو غالبا ، فعند ذلك ينبغي أن تباع الحبوب والثمار وتدخر ، فالعبرة في الحقيقة ببدو الصلاح واشتداد الحب ، لا بظهورها ، وإنما نيط بها الغالب ، فإن عاهة الحب والثمر تؤمن بأرض الحجاز عنده (طص عن أبي هريرة) وفيه شعيب بن أيوب الصريفيني وأورده الذهبي في الضعفاء ، وقال أبو داود : أخاف الله في الرواية عنه ، والنعمان بن ثابت إمام أورده الذهبي في الضعفاء وقال : قال ابن عدي ما يرويه غلط وتصحيف وزيادات ، وله أحاديث صالحة.
745 - (إذا طنت) بالتشديد أي صوتت من الطنين ، وهو صوت الأذن والطست ونحوه (أذن أحدكم فليذكرني) بأن يقول محمد رسول الله أو نحوه (وليصل علي) أي يقول صلى الله عليه وسلم.
قال الزيلعي : فيه عدم الاكتفاء بالذكر حتى يصلي عليه (وليقل ذكر الله من ذكرني بخير) وذلك لأن الأرواح ذات طهارة ونزاهة ولها سمع وبصر وبصرها متصل ببصر العين ، ولها سطوع في الجو تجول وتحول.
ثم تصعد إلى مقامها الذي منه بدأت فإذا تخلصت من شغل النفس أدركت من أمر الله ما يعجز عنه البشر فهما ، ولولا شغلها رأت العجائب.
لكنها تدنست بما تلبست فتوسخت بما تقمصت من ثياب اللذات وتكدرت بما تشربت من كأس حب الخطيئات ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له إلى أين ؟ قال : إلى
سدرة المنتهى.
فهو مشتمل هناك يقول رب أمتي أمتي حتى ينفخ في الصور النفخة الأولى أو الثانية ، فطنين الأذن من قبل الروح تجده لخفتها وطهارتها وسطوعها وشوقها إلى المقام الذي فيه المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ، فإذا طنت الأذن فانظر لما جاءت من الخير ، فلذلك قال فليصل علي لأنه ذكره عند الله في ذلك الوقت وطلب منه شيئا استوجب به الصلاة فيصلي عليه إذا لحقه ، فلذلك حكم بمشروعية الصلاة عليه عند