كتاب فيض القدير - ط العلمية (اسم الجزء: 1)

وفي رواية لمسلم بدل عامة كافة ، قال الكرماني أي جميعا وهو مما يلزمه النصب على الحالية والمراد ناس زمنه فمن بعدهم إلى يوم القيامة ، وقول السبكي من أولهم إلى آخرهم قال محقق غريب لا يوافقه من يعتد به ولم يذكر الجن لأن الإنس أصل ومقصود بالذات أو المتنازع فيه أو أكثر اعتناء أو الناس يشمل الثقلين بل خبر وأرسلت إلى الخلق يفيد إرساله للملائكة كما عليه السبكي ، وختم بالبعث العام كلامه في الخصائص ليتحقق لأمته الجمع بين خيري الدنيا والآخرة وفيه أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والرسل لما ذكر من أن كل نبي أرسل إلى قوم مخصوصين وهو إلى الكافة ، وذلك لأن الرسل إنما بعثوا لإرشاد الخلق إلى الحق وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الملك العلام وكل من كان في هذا الأمر أكثر تأثيرا كان أفضل فكان المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه القدح المعلي ، إذ لم يختص بقوم دون قوم وزمان دون زمان ، بل دينه انتشر في المشارق والمغارب وتغلغل في كل مكان واستمر استمداده على وجه كل زمان ، زاده الله شرفا على شرف وعزا على عز ، ما در شارق ولمع بارق فله الفضل بحذافيره سابقا ولاحقا (ق) في الصلاة وغيرها (ن) في الطهارة (عن جابر) بن عبد الله ، قال المصنف والحديث متواتر.
1175 - (أعطيت سبعين ألفا من أمتي) أمة الإجابة (يدخلون الجنة بغير حساب) أي ولا عقاب
(وجوههم) أي والحال أن ضياء وجوههم (كالقمر ليلة البدر) أي كضيائه ليلة كماله وهي ليلة أربعة عشر (قلوبهم على قلب رجل واحد) أي متوافقة متطابقة في لاصفاء والجلاء (فاستزدت ربي عزوجل) أي طلبت منه أن يدخل من أمتي بغير حساب زيادة على السبعين (فزادني مع كل واحد) من السبعين ألفا (سبعين ألفا) قال المظهر : يحتمل أن يراد به خصوص العدد وأن يراد به الكثرة ورجحه بعضهم ، قال ابن عبد السلام : وهذا من خصائصه ولم يثبت ذلك لغيره من الانبياء (حم) وكذا أبو يعلى كلاهما (عن ابي أبكر) الصديق ، قال الهيتمي وفيهما المسعودي وقد اختلط وتابعيه لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح.
(تم الجزء الاول ويليه الجزء الثاني وأوله حديث " أعطيت أمتي...الخ ")

الصفحة 726