كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 100 @
بارد وشراب ورد الله إليه جسده وصورته وأما امرأته فقالت كيف أتركه وليس عنده أحد يموت جوعا وتأكله السباع فرجعت اليه فرأت أيوب وقد عوفي فلم تعرفه فعجبت حيث لم تره على حاله فقالت له يا عبد الله هل رأيت ذلك الرجل المبتلي الذي كان ههنا قال وهل ترعفينه إذا رأيتيه قالت نعم قال هو أنا فعرفته وقيل إنما قال مسني الضر لما وصل الدود إلى لسانه وفلبه وخاف أن يبطل عن ذكر الله تعالى والفكر
ورد الله اليه أهله ومثلهم معهم قيل هم باعيانهم وقيل رد الله اليه امراته ورد اليها سبابها فولدت له ستة وعشرين ذكرا وأنزل الله اليه ملكا فقال يا أيوب إن الله يقرئك السلام لصبرك على البلاء أخرج إلى أندرك فخرج اليه فبعث الله سبحانه فألقت عليه جرادا من ذهب وكانت الجرادة تذهب فيتبعها حتى يردها في اندره فقال الملك أما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج فقال إن هذه البركة من بركات ربي لست أسبع منها وعاش أيوب بعد ان رفع عنه البلاء سبعين سنة
ولما عوفي أمره الله أنياخذ عرجونا من النخل فيه مائة شمراخ فيضرب به زوجته ليبر من يمينه ففعل ذلك
وقول أيوب {ربه أني مسني الضر} دعاء ليس بشكوى ودليله قوله تعالى {فاستجبنا له} وكان من دعاء أيوب أعوذ بالله من جار عينه تراني إن رأى حسنة سترها وإن رأى سيئة ذكرها
وقيل كان سبب داعئخ انه قد ابتعه ثلاثة نفر على دينه اسم أحدهم بلدد والآخر اليفز والثالث صافر فانلطقوا اليه وهو في البلاد فبكتوه أشد تبكيت وقالوا له لقد اذنبت ذنبا ما اذنبه احد فلهذا لم يكشف العذاب عنك وطال الجدال بينهم وبينه فقال فتى كان معهم لهم كاملا يرد عليهم فقال قد تركتم من القول أفضل أحسنه ومن الرأي أصوبه ومن الأمر أجمله وقد كان لايوب عليكم من الحق والذمام أفضل من الذي وصفتم فهل تدرون حق من انتقصتم وحرمة من انتهكتم ومن الرجل الذي عبتم أم تعلموا أن أيوب نبي الله وخيرته من خلقه يومكم هذا ثم لم تعلموا ولم يعلمكم الله أنه

الصفحة 100