@ 101 @
سخط شيئا من أمره ولا أنه نزع شيئا من الكرامة التي أكرم الله بها عباده ولا أن أيوب فعل غير الحق في طول ما صحبتموه فإن كان البلاء هو الذي أزرى به عندكم ووضعه في نفوسكم وقد علمتم ان الله يبتلي النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وليس بلاؤه لأولئك دليلا على سخطه عليهم ولا على هوانهم عليه ولكنها كرامة وخبرة لهم وأطال في هذا النحومن الكلام ثم قال لهم وقد كان في عظمة الله وجلاله وذكر الموت ما يكل ألسنتكم ويكسر قلوبكم ويقطع حجتكم ألم تعلموا أن لله عبادا اسكتتهم خشيته عن الكلام من غير عي ولا بكم وانهم لهم الفصحاء الأباء العالمون بالله وآياته ولكنهم إذا ذكروا عظمة اله انكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم وطاشت أحلامهم وعقولهم فزعا من الله وهيبة له فإذا أفاقوا استبقوا إلى الله بالأعمال الزكية يعدون أنفسهم مع الظالمين وانهم لا برار ومع المقصرين وانهم لأكياس أتقياء ولكنهم لا يستكثرون لله عز وجل الكثير ولا يرضون له القليل ولا يدلون عليه بالأعمال فهم أينما لقيتهم خائفون مهيمون وجلون
فلما سمع أيوب كلامه قال إن الله يزرع الحكمة بالرحمة في قلب الصغير والكبير فمتى كانت في القلب ظهرت على اللسان ولا تكون الحكمة من قبل السن والشيبة ولا طول التجربة وإذا جعل الله تعالى عبدا حكيما عند الصبا لم تسقط منزلته عند الحكام ثم قال أقبل على الثلاثة فقال رهبتم قبل أن تسترهبوا وبكيتم قبل أن تضربوا كيف بكم لو قلت لكم تصدقوا عني بأموالكم لعل الله أن يخلصني أو قربوا قربانا لعل الله أن يتقبل ويرضى عني وأنكم قد أعجبتكم أنفسكم فظننتم أنكم عوفيتم بإحسانكم فبغيتم وتعزرتم لو صدقتم ونظرتم بينكم وبين ربكم لوجدتم لكم عيوبا سترها الله بالعافية وقد كنت فيما خلا والرجال يوقرونني وأنا مسموع كلامي معروف من حقي مستنصف من خصمي فاصبحت اليوم وليس لي رأي ولا كلام معكم فانتم أشد علي من مصيبتي
ثم أعرض عنهم وأقبل على ربه مشتغيثا به متضرعا اليه فقال رب لأي شيء خلقتني ليتني إن كرهتني لم تخلقني ياليتني كنت حيضة ملقاة وي اليتني عرفت الذنب الذي اذنبت فصرفت وجهك الكريم عني لو كنت امتني فالموت أجمل بي أم أكن للغريب دارا وللمسكين قرارا ولليتيم وليا وللأرملة قيما إلهي أنا عبد