كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 105 @
رؤياه فقال وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث وسمعت امرأة يعقوب ما قال يوسف لأبيه فقال لها يعقوب اكتمي ما قال يوسف ولا تخبري أولادك قالت نعم فلما أقبل أولاد يعقوب من الرعي أخبرتهم بالرؤيا فازدادوا حسدا وكراهة له وقالوا ما عني بالشمس غير أبينا ولا بالقمر غيرك ولا بالكواكب غيرنا إن ابن راحيل يريد أن يمتلك علينا ويقول أنا سيدكم وتآمروا بينهم أن يفرقوا بينه وبين أبيه وقالوا { ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين } في خطأ بين في إيثارهما علينا { اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين } أي تائبين فقال قائل منهم وهو يهوذا وكان أفضلهم وأعقلهم لا تقتلوا يوسف فإن القتل عظيم وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة وأخذ عليهم العهد أنهم لا يقتلونه فأجمعوا عند ذلك أن يدخلوا على يعقوب ويكلموه في إرسال يوسف معهم إلى البرية وأقبلوا إليه ووقفوا بين يديه وكذلك كانوا يفعلون إذا أرادوا منه حاجة فلما رآهم قال ما حاجتكم { قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون } نحفظه حتى نرده أرسله معنا إلى الصحراء يرتع ويلعب وإنا له لحافظون فقال لهم يعقوب { إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون } لا تشعرون
وإنما قال لهم ذلك لأنه كان رأى في منامه كان يوسف على رأس جبل وكأن عشرة من الذئاب قد شدوا عليه ليقتلوه وإذا ذئب منها يحمي عنه وكأن الأرض انشقت فذهب فيها فلم يخرج منها إلا بعد ثلاثة أيام فلذلك خاف عليه الذئب فقال له بنوه { لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون }
فلما سمع يعقوب ذلك اطمأن قلبه إليهم فقال يوسف يا أبت ارسلني معهم قال أوتحب ذلك قال نعم فاذن له فلبس ثيابه وخرج معهم وهم يكرمونه فلما برزوا إلى

الصفحة 105