كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 107 @
وقالوا هذا عبد ابق منا وخافهم يوسف فلم يذكر حاله واشتروه من اخوته بثمن بخس قيل عشرون درهما وقيل اربعون درهما وذهبوا به إلى مصر فكساه مالك وعرضه للبيع فاشتراه قطفير وقيل اظفير وهو العزيز وكان على خزائن مصر والملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العمالقة قيل إن هذا الملك لم يمت حتى آمن بيوسف ومات ويوسف حي وملك بعده قابوس بن مصعب فدعاه يوسف فلم يؤمن
فلما اشترى يوسف وأتى به إلى منزله قال لامرأته واسمها راعيل { أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا } إذا فهم الأمور بعض ما نحن بسبيله { أو نتخذه ولدا } وكان لا يأتي النساء وكانت أمرأته حسناء ناعمة في ملك ودنيا
فلما خلا من عمر يوسف ثلاث وثلاثون سنة آتاه الله العلم والحكمة قبل النبوة وراودته راعيل عن نفسه وأغلقت الأبواب عليه وعليها ودعته إلى نفسها { قال معاذ الله إنه ربي } يعني أن زوجك سيدي { أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } يعني إن خيانته ظلم
وجعلت تذكر محاسنه وتشوقه إلى نفسها فقالت له يا يوسف ما أحسن شعرك قال هو أول ما ينتثر من جسدي قال يا يوسف ما أحسن عينيك قال هي أول ما يسيل من جسدي قالت ما أحسن وجهك قال هو للتراب
فلم تزل به حتى همت وهم بها وذهب ليحل سراويله فإذا هو بصورة يعقوب قد

الصفحة 107