كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 110 @
يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لاطيلن حبسك فلبث في السجن سبع سنين
ثم إن الملك وهو الريان بن الوليد بن الهروان بن إراشة بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح رأى رؤية هائلة رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات فجمع السحرة والكهنة والحازة والعافة فقصها عليهم فقالوا { أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة } أي حين { أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون }
فأرسلوه إلى يوسف فقص عليه الرؤيا فقال { تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون } فإن البقر السمان سنون مخاصيب والبقرات العجاف السنون المحول وكذلك السنبلات الخضر واليابسات فعاد بنو إلى الملك فأخبره فعلم أن قول يوسف حق فقال أئتوني به
فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك لم يخرج معه وقال { ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } فلما رجع الرسول من عند يوسف سأل الملك أولئك النسوة فقلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ولكن امرأة العزيز خبرتنا أنها راودته عن نفسه فقالت امرأة العزيز أنا راودته عن نفسه فقال يوسف إنما رددت الرسل ليعلم سيدي أني لم أخنه بالغيب في زوجته فلما قال ذلك قال له جبرائيل ولا

الصفحة 110