كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 112 @
أن هلك وكان هلاكه في تلك الليالي وقيل بل عزله فرعون وولى يوسف عمله والأول أصح لأن يوسف تزوج امرأته على ما نذكر
ولما ولي يوسف عمل مصر دعا الملك الريان إلى الإيمان فآمن ثم توفي
ثم ملك بعده مصر قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن السلواس بن قاران بن عمرو بن عملاق فدعاه يوسف إلى الإيمان فلم يؤمن وتوفي يوسف في ملكه
ثم إن الملك الريان زوج يوسف راعيل امرأة سيده فلما دخل بها قال أليس هذا خيرا مما كنت تريدين فقالت أيها الصديق لا تلمني فإني امرأة حسناء جميلة في ملك الدنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك فغلبتني نفسي ووجدها بكرا فولدت له ولدين افرايم ومنشا
فلما ولي يوسف خزائن أرضه ومضت السنون السبع المخصبات وجمع فيها الطعام في سنبلة ودخلت السنون المجدبة وقحط الناس وأصابهم الجوع وأصاب بلاد يعقوب التي هو بها فبعث بنيه إلى مصر وأمسك بنيامين أخا يوسف لأمه فلما دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون وإنما أنكروه لبعد عهدهم منه ولتغير لبسه فإنه لبس ثياب الملوك فلما نظر إليهم قال أخبروني ما شأنكم قالوا نحن من الشام جئنا نمتار الطعام قال كذبتم أنتم عيون فأخبروني خبركم قالوا نحن عشرة أولاد رجل واحد صديق كنا اثني عشر وأنه كان لنا أخ فخرج معنا إلى البرية فهلك وكان أحبنا إلى أبينا قال فإلى من سكن أبوكم بعده قالوا إلى أخ لنا أصغر منه قال فأتوني به أنظر إليه { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون } قالوا سنراود عنه أباه قال فاجعلوا بعضكم عندي رهينة حتى ترجعوا فوضعوا شمعون أصابته القرعة

الصفحة 112