@ 114 @
يوسف لقد بقي أخوكم هذا وحيدا فأجلسه معه وقعد يؤاكله فلما كان الليل جاءهم بالفرش وقال لينم كل أخوين منكم على فراش وبقي بنيامين وحيده فقال هذا ينام معي فبات معه على فراشه فبقي يشمه ويضمه إليه حتى أصبح وذكر له بنيامين حزنه على يوسف فقال له أتحب أن أكون أخاك عوض أخيك الذاهب فقال بنيامين ومن يجد أخا مثلك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل فبكى يوسف وقام إليه فعانقه وقال له إني أنا أخوك يوسف فلا تبتئس بما فعلوه بنا فيما مضى فإن الله قد أحسن إلينا ولا تعلمهم بما علمتك
وقيل لما دخلوا على يوسف نقر الصواع وقال إنه يخبرني أنكم كنتم اثني عشر رجلا وأنكم بعتم أخاكم فلما سمعه بنيامين سجد له وقال سل صاعك هذا عن أخي أحي هو فنقره ثم قال هو حي وستراه قال فاصنع بي ما شئت فإنه إن علم بي سوف يستنقذني قال فدخل يوسف فبكى ثم توضأ وخرج إليهم قال فلما حمل يوسف إبل اخوته من الميرة جعل الاناء الذي يكيل به الطعام وهو الصواع وكان من فضة في رحل أخيه وقيل كان إناء يشرب فيه ولم يشعر أخوه بذلك وقيل إن بنيامين لما علم أن يوسف أخوه قال لا أفارقك قال يوسف أخاف غم أبوينا ولا يمكنني حبسك إلا بعد أن أشهرك بأمر فظيع قال افعل قال فإني أجعل الصواع في رحلك ثم أنادي عليك بالسرقة لآخذك منهم قال افعل فلما ارتحلوا أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين } لأننا رددنا ثمن الطعام إلى يوسف فلما قالوا ذلك قالوا فما جزاؤه تأخذونه لكم فبدأ بأوعيتهم ففتشها قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فقالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف وكانت سرقته حين سرق صنما لجده أبي أمه فكسره فعيروه بذلك وقيل ما تقدم ذكره من المنطقة
فلما استخرجت السرقة من رحل الغلام قال إخوته يا بني راحيل لا يزال لنا منكم بلاء فقال بنيامين بل بنو راحيل ما يزال لهم منكم بلاء وضع هذا الصواع في رحلي الذي وضع الدراهم في رحالكم فاخذ يوسف أخاه بحكم إخوته فلما رأوا