كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 115 @
أنهم لا سبيل لهم عليه سألوه أن يتركه لهم وقالوا { يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه } فقال { معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده } فلما أيسوا من خلاصه خلصوا نجيا لا يختلط بهم غيرهم فقال كبيرهم وهو شمعون وقيل روبيل { ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله } أن نأتيه بأخينا إلا أن يحاط بنا ومن قبل هذه المرة ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي بالخروج وقيل بالحرب فارجعوا إلى أبيكم فقصوا عليه خبركم فلما رجعوا إلى أبيهم فاخبروه بخبر بنيامين وتخلف شمعون قال { بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا } بيوسف وأخيه وشمعون ثم أعرض عنهم وقال واحزناه على يوسف { وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } مملوء من الحزن والغيظ فقال له بنوه تالله لا تزال تذكر يوسف حتى تكون حرضا أي دنفا أو تكون من الهالكين فاجابهم يعقوب فقال { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون } من صدق رؤيا يوسف وقيل بلغ من وجد يعقوب وجد سبعين ثكلى وأعطى على ذلك أجر مائة شهيد
قيل دخل على يعقوب جار له فقال يا يعقوب قد انهمشت وفنيت لم تبلغ من السن ما بلغ أبوك فقال هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف فأوحى الله إليه أتشكوني إلى خلقي قال يا رب خطيئة فاغفرها قال قد غفرتها لك فكان يعقوب إذا سئل بعد ذلك قال انما اشكو بثي وحزني إلى الله فاوحى الله إليه لو كانا ميتين لأحييتهما لك إنما ابتليتك لأنك قد شويت وقترت على جارك ولم تطعمه
وقيل كان سبب ابتلائه أنه كان له بقرة لها عجول فذبح عجولها بين يديها وهي تخور فلم يرحمها يعقوب فابتلى بفقد أعز ولده عنده وقيل ذبح شاه فقام ببابه مسكين

الصفحة 115