@ 117 @
سألهم عن أبيه فقالوا لما فاته بنيامين عمي من الحزن فقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين فقال يهوذا أنا أذهب به لأني ذهبت إليه بالقميص ملطخا بالدم وأخبرته أن يوسف أكله الذئب فأنا أخبره أنه حي فافرحه كما أحزنته وكان هو البشير
لما فصلت العير عن مصر حملت الريح إلى يعقوب ريح يوسف وبينهما ثمانون فرسخا يوسف بمصر ويعقوب بأرض كنعان فقال { إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون } فقال له من حضره من أولاده { تالله إنك } من ذكر يوسف { لفي ضلالك القديم فلما أن جاء البشير } بقميص يوسف { ألقاه } على وجه يعقوب فعاد بصيرا وقال { ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون } يعني تصديق الله وتأويل رؤيا يوسف { فلما أن جاء البشير } قال له يعقوب كيف تركت يوسف قال تركته ملك مصر قال ما أصنع بالملك على أي دين تركته قال تركته على دين الاسلام قال الآن تمت النعمة فلما رأى من عنده من أولاده قميص يوسف وخبره قالوا له { يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم } أخر الدعاء إلى السحر من ليلة الجمعة
ثم ارتحل يعقوب وولده فلما دنا من مصر خرج يوسف يتلقاه ومعه أهل مصر وكانوا يعظمونه فلما دنا أحدهما من صاحبه نظر يعقوب إلى الناس والخيل وكان يعقوب يمشي ويتوكأ على ابنه يهوذا فقال له يا بني هذا فرعون مصر قال لا هذا ابنك يوسف فلما قرب منه أراد يوسف أن يبدأه بالسلام فمنع من ذلك فقال يعقوب السلام عليك يا مذهب الأحزان لأنه لم يفارقه الحزن والبكاء مدة غيبة يوسف عنه
قال فلما دخلوا مصر رفع أبويه يعني أمه وأباه وقيل كانت خالته وكانت أمه قد ماتت وخر له يعقوب وأمه وأخوته سجدا وكان السجود تحية الناس للملوك ولم يرد بالسجود وضع الجبهة على الأرض فإن ذلك لا يجوز إلا لله تعالى وإنما أراد الخضوع