كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 124 @
السلام قال أنا موسى قال موسى بن إسرائيل قال نعم قال يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله لا أعلمه قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت راشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا
قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا
فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ثم ركبا سفينة فجاء عصفور فقعد على حرف السفينة فنقر في الماء فقال الخضر لموسى ما ينقصك علمي وعلمك من علم الله إلا مقدار ما نقر هذا العصفور من البحر
قال فبينا هم في السفينة فلم يفجأ موسى إلا وهو يوتد وتدا أو ينزع تختا منها فقال له موسى حملنا بغير نول فتخرقها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا امرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا قال وكانت الاولى من موسى نسيانا
قال فخرجت فانطلقا يمشيان فأبصرا غلاما يلعب مع الغلمان فأخذ برأسه فقتله فقال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما } فلم يجد أحدا يطعمهما ولا يسقيهما { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه }
فقال له موسى لم يضيفونا ولم ينزلونا { قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } وفي قراءة أبي سفينة صالحة

الصفحة 124