كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 126 @
$ ذكر الخبر عن منوجهر والحوادث في أيامه $
ثم ملك افريدون بن أثغيان بن كاو منوجهر وهو من ولد ايرج بن افريدون وكان مولده بدنباوند وقيل بالري فلما ولد منوجهر أخفى أمره خوفا من طوج وسلم عميه ولما كبر منوجهر سار إلى جده افريدون فتوسم فيه الخير وجعل له ما كان جعله لجده إيرج من المملكة وتوجه بتاجه وقد زعم بعضهم أن منوجهر بن شجر بن إفريقش بن إسحاق بن إبراهيم انتقل إليه الملك واستشهد بقول جرير بن عطية
(وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا ... حمائل موت لابسين السنورا)
(إذا انتسبوا عدوا الصبهبد منهم ... وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا)
(وكان كتاب فيهم ونبوة ... وكانوا باصطخر الملوك وتسترا)
(فيجمعنا والغر أبناء فارس ... أب لا يبالي بعده من تأخرا)
(أبونا خليل الله والله ربنا ... رضينا بما أعطى الاله وقدرا)
وأما الفرس فتنكر هذا النسب ولا تعرف لها ملكا إلا في أولاد أفريدون ولا تقر بالملك لغيره
قلت والحق ما قاله الفرس فان أسماء ملوكهم قبل الاسكندر معروفة وبعد أيامه ملوك الطوائف وإذا كان منوجهر أيام موسى وكل ما بين موسى وإسحاق خمسة آباء معروفون ولم يزالوا بمصر ففي أي زمان كثروا وانتشروا وملكوا بلاد الفرس ومن أين لجرير هذا العلم حتى يكون قوله حجة لا سيما وقد جعل الجميع أبناء إسحاق
قال هشام بن الكلبي ملك طوج وسلم الأرض بعد أخيهما ايرج ثلثمائة سنة ثم ملك منوجهر مائة وعشرين سنة ثم وثب به ابن لطوج التركي على رأس ثمانين سنة فنفاه بعد ذلك ثمانيا وعشرين سنة

الصفحة 126