@ 133 @
فانطلقت إلى أمه فأخبرتها الخبر فجاءت أمه فلما أعطته ثديها أخذ منها فكادت تقول هذا ابني فعصمها الله وإنما سمي موسى لأنه وجد في ماء وشجر والماء بالقبطية مو والشجر سا فذاك قوله تعالى { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن } وكان غيبته عنها ثلاثة أيام وأخذته معها إلى بيتها واتخذه فرعون ولدا فدعي ابن فرعون فلما تحرك الغلام حملته أمه إلى آسية فأخذته ترقصه وتلعب به وناولته فرعون فلما أخذه إليه أحد الغلام بلحيته فنتفها قال فرعون علي بالذباحين يذبحونه هو هذا قالت آسية لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) إنما هو صبي لا يعقل وإنما فعل هذا من جهل وقد علمت أنه ليس في مصر امرأة أكثر حليا مني أنا أضع له حليا من ياقوت وجمرا فإن أخذ الياقوت فهو يعقل فاذبحه وأن أخذ الجمر فإنما هو صبي فأخرجت له ياقوتا ووضعت له طشتا من جمر فجاء جبريل فوضع يده في جمرة فأخذها فطرحها موسى في فمه فأحرقت لسانه فهو الذي يقول الله تعالى { واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } فدرأت عن موسى بتلك القتل
وكبر موسى وكان يركب مركب فرعون ويلبس ما يلبس ويدعى موسى بن فرعون وامتنع به بنو إسرائيل ولم يبق قبطي يظلم اسرائيليا خوفا منه ثم أن فرعون ركب مركبا وليس عنده موسى فلما جاء موسى قيل له فرعون قد ركب فركب موسى في أثره فأدركته المقيل بأرض يقال لها منف وهذه منف ( بفتح الميم وسكون النون ) مصر القديمة التي هي مصر يوسف الصديق وهي الآن قرية كبيرة فدخل نصف النهار وقد أغلقت أسواقها على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته يقول هذا إسرائيلي قيل إنه السامري وهذا من عدوه يقول من القبط فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فضغب موسى لأنه تناوله وهو يعلم منزلة موسى من بني إسرائيل وحفظه لهم وكان قد حماهم من القبط وكان الناس لا يعلمون أنه منهم