@ 14 @
عشرة او ثمان عشرة وقد كان كل طائفة من العرب تؤرخ بالحادثات المشهورة فيها ولم يكن لهم تاريخ يجمعهم وفي ذلك قول بعضهم
(ها انا ذا آمل الخلود وقد ... أدرك عقلي مولدي حجرا) وقال الجعدي
(فمن يك سائلا عني فإني ... من الشبان أيام الختان) وقال آخر
(وما هي إلا في إزار وعلقة ... بغار ابن همام على حي خثعما)
وكل واحد أرخ بحادث مشهور عندهم فلو كان لهم تاريخ يجمعهم لم يختلفوا في التاريخ والله أعلم.
$ القول في الزمان $
الزمان عبارة عن ساعات الليل والنهار وقد يقال للطويل والقصير منهما والعرب تقول أتيتك زمان الصرام وزمان الصرام يعنى به وقت الصرام وكذلك أتيتك أزمان الحجاج أمير ويجمعون الزمان يريدون بذلك أن كل وقت من أوقات غمارته من الأزمنة.
$ القول في جميع الزمان من أوله إلى آخره $
اختلف الناس في ذلك فقال ابن عباس من رواية سعيد بن جبير عنه سبعة آلاف سنة.
وقال وهب بن منبه ستة آلف سنة قال ابو جعفر والصحيح من ذلك ما دل على صحته الخبر الذي رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (أجلكم في اجل من قبلكم من صلاة العصر إلى مغرب الشمس) وروى نحو هذا المعنى أنس وأبو سعيد إلا أنهما قالا إلى غروب الشمس وبدل صلاة العصر بعد العصر وروى أبو هريرة عن النبي انه قال (بعثت أنا والساعة كهاتين) واشار بالسبابة والوسطى وروى نحوه جابر بن سمرة وانس وسهل بن سعيد وبريدة والمستورد بن شداد وأشياخ من الأنصار كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه أخبار صحيحة.
قال وقد زعم اليهود أن جميع ما ثبت عندهم على ما في التوراة من لدن خلق آدم إلى الهجرة أربعة آلاف سنة وثلثمائة واثنتان وأربعون سنة وقالت اليونانية من النصارى إن من خلق ى دم إلى الهجرة خمسة آلاف سنة وتسعمائة واثنتين وتسعين سنة وشهرا وزعم قائل أن اليهود إنما نقصوا من السنين دفعا منهم لنبوة عيسى إذ كانت صفته ومبعثه في التوراة وقالوا لم يأت الوقت الذي في التوراة أن عيسى يكون فيه فهم ينتظرون بزعمهم خروجه ووقته قال وأحسب ان الذي ينتظرونه ويدعون صفته في التوراة هو الدجال.
وقالت المجوس إن قدر مدة الزمان من لدن ملك جيومرث إلى وقت الهجرة ثلاثة آلاف ومائة وتسع وثلاثون سنة وهم لا يذكرون مع ذلك شيئا يعرف فوق جيومرث ويزعمون أنه هو آدم واهل الأخبار مختلفون فيه فمن قائل مثل قول المجوس ومن قائل انه يسمى بآدم بعد ان ملك الأقاليم السبعة وأنه حام بن يافث بن نوح وكان بارا