@ 140 @
أول من خضب بالسواد فلما رآه موسى هاله ذلك فأوحى الله إليه لا يهولنك ما ترى فلن يلبث إلى قليلا
فلما سمع فرعون ذلك خرج إلى قومه فقال إن هذا لساحر عليم وأراد قتله فقال مر من آل فرعون واسمه حزقيل { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات } وقال الملأ من قوم فرعون { أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم } ففعل وجمع السحرة فكانوا سبعين ساحرا وقيل اثنين وسبعين وقيل خمسة عشر ألفا وقيل ثلاثين ألفا فوعدهم فرعون واتعدوا يوم عيد كان لفرعون فصفهم فرعون وجمع الناس وجاء موسى ومن معه أخوه هارون وبيده عصاه حتى أتى الجميع وفرعون في مجلسه من أشراف قومه فقال موسى للسحرة حين جاءهم { ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب } فقال السحرة بعضهم لبعض ما هذا بقول ساحر ثم قالوا لنأتينك بسحر لم تر مثله { وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون } فقال له السحرة { يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين } قال بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم فإذا هي في رأى العين حيات أمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا فأوجس موسى خوفا فأوحى الله إليه أن ألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا فألقى عصاه من يده فصارت ثعبانا عظيما فاستعرضت ما ألقوا من حبالهم وعصيهم وهي كالحيات في أعين الناس فجعلت تلقفها وتبتلعها حتى لم تبق منها شيئا ثم أخذ موسى عصاه فإذا هي في يده كما كانت وكان رئيس السحرة أعمى فقال له أصحابه إن عصا موسى صارت ثعبانا عظيما وتلقف حبالنا وعصينا فقال لهم ولم يبق لها أثر ولا عادت إلى حالها الأول فقالوا لا فقال هذا ليس بسحر
فخر ساجدا وتبعه السحرة أجمعون { قالوا آمنا برب هارون وموسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل } ) فقطعهم وقتلهم وهي يقولون { ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين }