@ 148 @
يسجدون على جانب وجوههم وقالوا سمعنا وأطعنا
ولما رجع موسى من المناجاة بقي أربعين يوما لا يراه أحد إلا مات وقيل ما رآه الأعمى فجعل على وجهه ورأسه برنسا لئلا يرى وجهه
ثم إن رجلا من بني إسرائيل قتل ابن عم له ولم يكن له وارث غيره ليرث ماله وحمله وألقاه بموضع آخر ثم أصبح يطلب دمه عند موسى من بعض بني إسرائيل فجحدوا فسأل موسى ربه فأمرهم أن يذبحوا بقرة فقالوا { أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } المستهزئين فقالوا له ما هي ولو ذبحوا بقرة ما لأجزأت عنهم ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم وإنما تشديدهم لأن رجلا منهم كان برا بأمه وكان له بقرة على النعت المذكور فنفعه بره بأمه فلم يجدوا على الصفة المذكورة إلا بقرته فباعها منهم بملء جلدها ذهبا
فلما سألوا موسى عنها { يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر } يقول لا كبيرة ولا صغيرة نصف بين السنين { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون } قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها ) يعني لا عيب فيها وقيل لا بياض فيها قالوا { الآن جئت بالحق } وطلبوها فلم يجدوا إلا بقرة ذلك الرجل البار بأمه فاشتروها فغالى بها حتى أخذ ملء جلدها ذهبا فذبحوها وضربوا القتيل بلسانها وقيل بغيره فحيي وقال قتلني فلان ثم مات