@ 151 @
يدي يوشع فلما جاء يوشع بالقميص أخذه بنو إسرائيل وقالوا قتلت نبي الله فقال ما قتلته ولكنه استل مني فلم يصدقوه قال فإذا لم تصدقوني فاخبروني ثلاثة أيام فوكلوا به من يحفظه فدعا الله فأتي كل رجل كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى فإنا رفعناه إلينا فتركوه
وقيل إن موسى كره الموت فأراد الله أن يحبب إليه الموت فأوحى الله إلى يوشع بن نون وكان يغدو عليه ويروح ويقول له موسى يا نبي الله ما أحدث الله إليك فقال له يوشع بن نون يا نبي الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله لك ولا يذكر له شيئا فلما رأى موسى ذلك كره الحياة وأحب الموت
وقيل إنه مر منفردا برهط من الملائكة يحفرون قبرا فعرفهم فوقف عليهم فلم ير أحسن منه ولم ير مثله ما فيه من الخضرة والبهجة فقال لهم يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر فقالوا نحفره لعبد كريم على ربه فقال إن هذا العبد له منزل كريم ما رأيت مضجعا ولا مدخلا مثله فقالوا أتحب أن يكون لك قال وددت قالوا فانزل واضطجع فيه وتوجه إلى ربك وتنفس أسهل تنفس تتنفسه فنزل فيه وتوجه إلى ربه ثم تنفس فقبض الله روحه ثم سوت الملائكة عليه التراب
وكان زاهدا في الدنيا راغبا فيما عند الله إنما كان يستظل في عريش ويأكل ويشرب من نقير من حجر تواضعا إلى الله تعالى وقال النبي إن الله أرسل ملك الموت ليقبض روحه فلطمه ففقأ عينه فقاد وقال يا رب أرسلتني إلى عبد لا يحب الموت قال الله ارجع له وقل له يضع يده على ظهر ثور وله بكل شعرة تحت يده سنة وخيره بين ذلك وبين أن يموت الآن فأتاه ملك الموت وخيره فقال له فما بعد ذلك قال الموت قال فالآن إذا فقبض روحه وهذا القول صحيح قد صح النقل به عن النبي فكان موته في التيه أيضا وقيل بل هو الذي فتح مدينة الجبارين على ما نذكره