كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 17 @
بنوح فدعا له ولذريته بطول العمر والتمكين في البلاد واتصال الملك فاستجيب له فملك جيومرث وولده الفرس ولم يزل الملك فيهم إلى أن دخل المسلمون المدائن وغلبوهم على ملكهم ومن قائل غير ذلك كذا قال أبو جعفر.
قلت ثم ذكر أبو جعفر بعد هذا أصولا تتضمن الدلالة على حدوث الأزمان والأوقات وهل خلق الله قبل خلق الزمان شيئا أم لا وعلى فناء العالم وأن لا يبقى إلا الله تعالى وانه احدث كل شيء واستدل على ذلك بأشياء يطول ذكرها ولا يليق ذلك بالتواريخ لا سيما المختصرات منه فإنه بعلم الأصول اولى وقد فرغ المتكلمون منه في كتبهم فرأينا تركه أولى.
$ الغريب $
بريدة بضم الباء الموحدة وسكون الياء تحتها نقطتان وآخرها هاء.
$ القول في ابتداء الخلق وما كان أوله $
صح في الخبر عن رسول الله فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه سمعه يقول إن أول ما خلق الله تعالى القلم وقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن وروى نحو ذلك عن ابن عباس.
وقال محمد بن اسحاق أول ما خلق الله تعالى النور والظلمة ليلا أسود وجعل النور نهارا أبيض مضيئا والأول أصح للحديث وابن إسحاق لم يسند قوله إلى أحد واعترض أبو جعفر على نفسه بما روى سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال إن الله تعالى كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة واجاب بأن هذا الحديث إن كان صحيحا فقد رواه شعبه أيضا عن أبي هاشم ولم يقل فيه أن الله كان على عرشه روى أنه قال أول ما خلق الله القلم.

الصفحة 17