@ 21 @
$ الغريب $
سلام والد عبد الله بتخفيف اللام
$ القول في الليل والنهار أيهما خلق قبل صاحبه $
قد ذكرنا ما خلق الله تعالى من الأشياء قبل خلق الأوقات وأن الأزمنة والأوقات إنما هي ساعات الليل والنهار وان ذلك إنما هو قطع الشمس والقمر درجات الفلك فلنذكر الآن ذلك كان الابتداء أبالليل أم النهار فإن العلماء اختلفوا في ذلك فإن بعضهم يقول إن الليل خلق قبل النهار ويستدل على ذلك بان النهار من نور الشمس فإذا غابت الشمس جاء الليل فبان بذلك أن النهار وهو النور وارد على الظلمة التي هي الليل وإذا لم يرد نور الشمس كان الليل ثابتا فدل ذلك على أن الليل هو الأول وهذا قول ابن عباس
وقال آخرون كان النهار قبل الليل واستدلوا بأن الله تعالى كان ولا شيء معه ولا ليل ولا نهار وأن نوره كان يضيء به كل شيء خلقه الليل قال ابن مسعود إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات من نور وجهه قال أبو جعفر والأول أولى بالصواب للعلة أولا ولقوله تعالى أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها فبدأ بالليل قبل النهار قال عبيد بن عمير الحارثي كنت عند علي فسأله ابن الكواء عن السواد الذي في القمر فقال ذلك آية محيت وقال ابن عباس مثله وكذلك قال مجاهد وقتادة وغيرهما لذلك خلقهما الله تعالى الشمس أنور من القمر
$ خلق الشمس والقمر $
قلت وروى أبو جعفر ههنا حديثا طويلا عدة أوراق عن ابن عباس عن النبي في خلق الشمس والقمر وسيرهما فإنهما على عجلتين لكل عجلة ثلاثمائة وستون عروة يجرها بعددها من الملائكة وأنهما يسقطان عن العجلتين فيغوصان في بحر بين السماء والأرض فذلك كسوفهما ثم إن الملائكة يخرجونهما فذلك تجليلهما من