كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 27 @
من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب ثم بلت طينته حتى صارت طينا لازبا ثم تركت حتى صارت حمأ مسنونا ثم تركت حتى صارت صلصالا كما قال ربنا تبارك وتعالى {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون}
واللازب الطين الملتزب بعضه ببعض أي ثم ترك حتى تغير وأنتن وصار حمأ مسنونا يعني منتنا ثم صار صلصالا وهو الذي له صوت
وإنما سمي آدم لأنه خلق من اديم الأرض قال ابن عباس أمر الله بتربة آدم فرفعت فخلق أدم من طين لازب من حمأ مسنون وإنما كان حمأ مسنونا بعد الالتزاب فخلق منه آدم بيده لئلا يتكبر إبليس عن السجود له قال فمكث أربعين ليلة وقيل أربعين سنة جسدا ملقى فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل أي يصوت قال فهو قول الله تعالى {من صلصال كالفخار} يقول هو كالمنفوخ الذي ليس بمصمت
ثم يدخل من فيه فيخرج من دبره ويدخل من دبره فيخرج من فيه ثم يقول لست شيئا ولشيء ما خلقت ولئن سلطت عليك لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك فكانت الملائكة تمر به فتخافه وكان إبليس أشدهم منه خوفا
فلما بلغ الحين الذي أراد الله أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} فلما نفخ الروح فيه دخلت من قبل رأسه وكان لا يجري شيء من الروح في جسده إلا صار لحما فلما دخلت الروح رأسه عطس فقالت له الملائكة قل الحمد لله وقيل بل ألهمه الله التحميد فقال الحمد لله رب

الصفحة 27