كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 28 @
العالمين فقال له رحمك ربك يا آدم
فلما دخلت الروح عينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما بلغت جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فلذلك يقول الله تعالى {خلق الإنسان من عجل} فسجد له الملائكة كلهم إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين
فقال الله له يا إبليس ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين فلن يسجد كبرا وبغيا وحسدا فقال الله له {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} إلى قوله {لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين}
فلما فرغ من إبليس ومعاتبته وأبى إلا المعصية أوقع عليه اللعنة وأيأسه من رحمته وجعله شيطانا رجيما وأخرجه من الجنة
قال الشعبي أنزل إبليس مشتمل الصماء عليه عمامة أعور في إحدى رجليه نعل
وقال حميد بن هلال نزل إبليس مختصرا فلذلك كره الاختصار في الصلاة
ولما أنزل قال يا رب أخرجتني من الجنة من اجل آدم وإنني لا أقوى عليه إلا بسلطانك قال فأنت مسلط قال زدني قال لا يولد له ولد إلا ولد لك مثله
قال زدني قال صدورهم مساكن لك وتجري لك وتجري منهم مجرى الدم قال زدني قال أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم
قال آدم يا رب قد انظرته وسلطته علي وإنني لا أمتنع منه إلا بك قال لا يولد لكم ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء قال يا رب زدني قال الحسنة بعشر أمثالها وأزيدها والسيئة بواحدة أو أمحوها قال يا رب زدني قال

الصفحة 28