كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 29 @
{يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} قال يا رب زدني قال التوبة لا نمنعها من ولدك ما كانت فيهم الروح قال يا رب زدني قال أغفر ولا أبالي قال حسبي
ثم قال الله لآدم ائت أولئك النفر من الملائكة فقل السلام عليكم فأتاهم فسلم عليهم فقالوا له وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه فقال هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم فلما امتنع إبليس من السجود وظهر للملائكة ما كان مستترا عنهم علم الله آدم الأسماء كلها
$ الأسماء التي علمها الله تعالى لآدم $
واختلف العلماء في الأسماء فقال الضحاك عن ابن عباس علمه الأسماء كلها التي تتعارف بها الناس إنسان ودابة وأرض وسهل وجبل وفرس وجمار وأشباه ذلك حتى الفسوة والفسية وقال مجاهد وسعيد بن جبير مثله وقال ابن زيد علم أسماء ذريته وقال الربيع علم أسماء الملائكة خاصة
فلما علمها عرض الله أهل الأسماء على الملائكة فقال {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} إني إن جعلت الخليفة منكم أطعتموني وقدستموني ولم تعصوني وإن جعلته من غيركم أفسد فيها وسفك الدماء فإنكم إن لم تعلموا أسماء هؤلاء وأنتم تشاهدونهم فبأن لا تعلموا ما يكون منكم ومن غيركم وهو مغيب عنكم أولى وأحرى وهذا قول ابن مسعود ورواية أبي صالح عن ابن عباس
وروي عن الحسن وقتادة أنهما قالا لما أعلم الله الملائكة بخلق آدم واستخلافه وقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وقال إني أعلم ما لا تعلمون قالوا فيما بينهم ليخلق ربنا ما يشاء فلن يخلق خلقا إلا كنا أكرم على الله منه وأعلم منه
فلما خلقه وأمرهم بالسجود له علموا أنه خير منهم وأكرم على الله منهم فقالوا إن يك خيرا وأمرهم بالسجود له علموا أنه خير منهم وأكرم على الله منهم فقالوا إن يك خيرا منا وأكرم على الله منا فنحن أعلم منه فلما أعجبوا بعلمهم أبتلوا بأن علمه الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين

الصفحة 29